الثلاثاء, 17 يونيو 2025 09:32 PM

أمانة في زمن الأزمة: شابة سورية تعيد نصف كيلو ذهب لصاحبته في موقف يثلج الصدر

أمانة في زمن الأزمة: شابة سورية تعيد نصف كيلو ذهب لصاحبته في موقف يثلج الصدر

في زمن تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية ويشتد فيه الكفاح اليومي من أجل لقمة العيش، لا تزال مواقف الشرف والأمانة تظهر لتذكرنا بأن القيم الإنسانية لا تموت. فقد أظهرت شابة سورية من مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي معدنها الأصيل بإعادة حقيبة نسائية تحوي ما يقارب نصف كيلو من الذهب ومبلغًا من المال، لصاحبتها التي نسيتها دون أن تدرك.

تفاصيل القصة

تدور القصة في محل بيع الملابس المستعملة (البالة) الذي تملكه الشابة مرح سميح عرعور وسط مدينة السلمية، حيث لاحظت وجود حقيبة يد نسائية منسية في أحد أركان المحل. وبعد مراجعة كاميرات المراقبة ومحاولة اللحاق بالزبونة التي تركت الحقيبة، لم تجد مرح أثرًا لها، فاحتفظت بالحقيبة كما هي دون أن تفتحها.

وبعد ساعة تقريبًا، عادت السيدة في حالة من الذعر والقلق الشديدين، بحثًا عن الحقيبة التي كانت قد نسيتها أثناء انشغالها بإرضاع طفلتها خارج المحل. تقول مرح في حديثها لموقع “زمان الوصل” إنها سارعت بطمأنتها، وفتحت الحقيبة أمامها، لتتفاجأ بوجود كمية كبيرة من الذهب ومبلغ مالي مهم.

الذهب يمثل تعب سنوات

بحسب صاحبة الحقيبة، فإن ما بداخلها هو مدخرات زوجها الذي يعمل في مهنة حرة، وهو ما جمعاه على مدار سنوات طويلة، وكانت تحتفظ بالحقيبة معها خوفًا من السرقة، خاصة في ظل وجود أطفال صغار في المنزل.

أوضحت مرح أنها شعرت بالقلق في البداية، وحرصت على استدعاء عدد من الجيران كشهود على الواقعة، حتى تتفادى أي التباس أو اتهام لاحق. لكنها شعرت براحة كبيرة حين تبين لها أن الحقيبة فعلاً تعود للزبونة، وأن تصرفها هذا أنقذ العائلة من كارثة مالية حقيقية.

لم يكن تصرف مرح غريبًا على من يعرفها. فهي ابنة سميح عرعور، أحد الوجوه المعروفة في المدينة بأعماله الخيرية، أبرزها تخصيص سيارته الخاصة لنقل مرضى السرطان والفشل الكلوي بالمجان داخل المدينة.

ليست الحادثة الأولى

الجدير بالذكر أن هذا الموقف الإنساني ليس الأول من نوعه في السلمية، فقد سبق أن أعاد الشاب حسان فرج مبلغًا ماليًا كبيرًا وصل إلى 10 آلاف دولار عثر عليه داخل محله الصناعي، ما يعكس حجم القيم الأخلاقية المتجذرة في المجتمع السوري، رغم كل ما يعانيه من أزمات وظروف قاسية.

زمان الوصل

مشاركة المقال: