الأحد, 7 سبتمبر 2025 02:44 PM

السويداء: الغموض يحيط بمصير متطوعين في المجال الإنساني هما رماح وحمزة بعد فقدهما

السويداء: الغموض يحيط بمصير متطوعين في المجال الإنساني هما رماح وحمزة بعد فقدهما

لا يزال مصير اثنين من العاملين في المجال الإنساني مجهولاً بعد مرور أكثر من شهر ونصف على فقدانهما في السويداء خلال اشتباكات شهر تموز الماضي. يتعلق الأمر بـ "رماح أيمن مسعود"، المتطوع في الهلال الأحمر، و"حمزة العمارين"، المتطوع في الدفاع المدني، وسط قلق بالغ من عائلتيهما وزملائهما.

وبحسب ما ذكرته منصة "سناك سوري"، فإن "رماح" اختُطف أثناء عمله كمسعف عقب الاشتباكات التي شهدتها المدينة، وكان يرتدي زيّه الرسمي كمسعف، والذي يفترض أن يوفر له الحماية. وأشارت المنصة إلى أن "رماح" اختُطف دون أن يتمكن من إسعاف والده الذي أصيب وتوفي خلال الهجوم.

تضاربت الأنباء حول مصير "رماح" بعد اختطافه، حيث تحدث البعض عن تصفيته، بينما أفاد أصدقاؤه بتلقيهم اتصالاً يؤكد أنه لا يزال على قيد الحياة. وأضافت المنصة أن شاهد عيان نجا من الأحداث أكد أن القوات الأمنية أخذت "رماح" لإسعاف المصابين، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات عنه. انتقدت المنصة أيضاً تجاهل "الهلال الأحمر" لقضية "رماح"، على الرغم من تطوعه فيها منذ عامين.

وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني السوري أن متطوعه ورئيس فرع إزرع، "حمزة العمارين"، اختُطف على يد فصائل محلية أثناء تأديته واجبه الإنساني في السويداء. ومنذ وقوع الحادثة في تموز، يصدر الدفاع المدني بيانات للمطالبة بالكشف عن مصير "العمارين" وإعادته سالماً، كان آخرها بيان مشترك مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

أوضح البيان أن مسلحين اعترضوا سيارة "حمزة العمارين" في منطقة دوار العمران في مدينة السويداء، بينما كان متوجهاً لتنفيذ مهمة إجلاء طارئة لإحدى الفرق التابعة للأمم المتحدة، واقتادوه إلى جهة مجهولة. وأضاف البيان أنه بعد أقل من أربع وعشرين ساعة، تمكنت منظمة الدفاع المدني السوري من الاتصال بهاتفه، حيث أجاب شخص مجهول وأكد أنه بخير، قبل أن ينقطع الاتصال، ومنذ ذلك الوقت (16 تموز) لم ترد أي معلومات مؤكدة عن مكان وظروف احتجازه ومصيره.

أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويقوض الجهود الرامية إلى حماية المدنيين. وطالبت المنظمتان بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حمزة العمارين، والكشف عن مصيره، وضمان سلامته الجسدية والنفسية، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة.

ويطالب ناشطون في السويداء بموقف واضح من الشبكة السورية لحقوق الإنسان بشأن قضية "رماح مسعود"، مماثل للبيان الصادر بشأن "حمزة العمارين". ويؤكدون على ضرورة أن تتحمل منظمة الهلال الأحمر مسؤوليتها في المطالبة بالكشف عن مصير أحد متطوعيها.

تؤكد فعاليات مدنية على أن استهداف العاملين في المجال الإنساني، أياً كانت الجهة المسؤولة، يُعدّ انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني ويستوجب موقفاً موحداً يحمي أرواحهم ويضمن عدم الزج بهم في الصراعات الدائرة.

مشاركة المقال: