الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 12:54 PM

أوروبا تعزز دفاعاتها: كندا تنضم إلى برنامج "سايف" وسط تصاعد التهديدات العالمية

أوروبا تعزز دفاعاتها: كندا تنضم إلى برنامج "سايف" وسط تصاعد التهديدات العالمية

بروكسل-سانا: ناقش وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم ببروكسل خططًا لتعزيز الجاهزية الدفاعية للقارة وتفعيل التعاون المشترك لمواجهة التهديدات المتزايدة، بالتزامن مع توسع برنامج التمويل الدفاعي الأوروبي "سايف" ليشمل كندا.

أكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو، وفقًا لوكالة الأنباء الإيطالية، أهمية الاجتماع الذي عقد أمس في إعادة تأكيد الدور المحوري للدول الأعضاء في تحقيق دفاع أوروبي مشترك قوي وفعال. وشدد على ضرورة دعم مهام قوات الاتحاد العاملة في الخارج، وتجنب التكرار، والنظر في إشراك دول شريكة أخرى.

بحث في المشاريع الدفاعية المشتركة

تناول الوزراء خلال الاجتماع سبل تعزيز المشاريع الدفاعية الأوروبية المشتركة، بما في ذلك المبادرات التي أطلقتها المفوضية الأوروبية في أكتوبر الماضي، والتي تتعلق بحماية الحدود، ومكافحة الطائرات المسيرة، والدفاع الجوي والفضائي، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز القدرات الدفاعية ضد أي تهديدات محتملة.

يأتي هذا الاجتماع بعد الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء الراغبة في الاستفادة من برنامج تمويل الدفاع الأوروبي "سايف"، البالغ 150 مليار يورو (174 مليار دولار)، لتقديم خطط مفصلة حول كيفية استخدام التمويل المقترح. وقد أبدت 19 دولة من أصل 27 دولة عضوًا اهتمامها بالمشاركة في هذا المخطط التمويلي، بينما فشلت مفاوضات انضمام بريطانيا إلى الصندوق بسبب خلافات حول حجم المساهمة المالية المطلوبة من الدولة غير العضو في الاتحاد الأوروبي.

كندا تنضم إلى سايف

أعلن الاتحاد الأوروبي وكندا خلال اجتماع بروكسل عن اتفاق يسمح لأوتاوا بالانضمام إلى برنامج تمويل الدفاع الأوروبي المعروف باسم "سايف".

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني في بيان مشترك أن "سايف" يمثل وسيلة لتعزيز التعاون وتحقيق أهداف الدفاع والإنفاق بشكل أفضل في هذه الأوقات الجيوسياسية المضطربة. ويهدف برنامج "سايف" أو العمل الأمني لأوروبا، إلى تقديم قروض للدول المشاركة بشروط ميسرة لشراء الأسلحة بشكل مشترك مع شركاء آخرين.

فاتورة أوروبية دفاعية مرتفعة

أفادت الوكالة الأوروبية للدفاع بأن دول الاتحاد أنفقت 343,2 مليار يورو على الدفاع في عام 2024، وشكلت ألمانيا وفرنسا معًا 44 بالمئة من إجمالي الإنفاق. وقد ارتفع الإنفاق الدفاعي في الاتحاد الأوروبي بشكل ملحوظ مع تصاعد التهديدات العالمية، حيث تضاعف تقريبًا خلال السنوات الخمس الماضية، وتوقعت الوكالة أن يبلغ 392 مليار يورو في عام 2025.

يربط العديد من خبراء الأمن هذا الارتفاع الحاد مباشرة بالحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى تعثر الدعم الأمريكي للأمن الأوروبي. دفعت الحرب الروسية الأوكرانية والاضطرابات العالمية المتزايدة دول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم منظومتها الدفاعية، سواء من حيث الإنفاق أو تطوير الصناعات العسكرية أو توسيع الشراكات مع الدول الحليفة.

خلال الأعوام الماضية، كثّف الاتحاد الأوروبي إطلاق مبادرات دفاعية جديدة تهدف إلى تقليص الفجوة التقنية والعسكرية مع القوى الكبرى، وتنويع مصادر التسلّح، وتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة للتهديدات، وخاصة في مجالات الدفاع الجوي والطائرات المسيّرة وحماية الحدود.

تشير تقارير أوروبية متخصصة إلى أن الزيادة المستمرة في الإنفاق الدفاعي، إلى جانب إطلاق برامج مثل "سايف"، يعكسان توجهًا واضحًا نحو بناء قوة ردع أوروبية أكثر تماسكًا، في ظل مشهد دولي يتسم بتغير موازين القوة وارتفاع المخاطر الأمنية.

مشاركة المقال: