السبت, 15 نوفمبر 2025 01:02 AM

الصداع الدوائي: وهم الراحة الذي يتحول إلى ألم مزمن

الصداع الدوائي: وهم الراحة الذي يتحول إلى ألم مزمن

هل تعلم أن مسكنات الألم التي تتناولها قد تكون السبب وراء الصداع المستمر؟ هذه الحالة، المعروفة بـ "الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية" (Medication Overuse Headache)، هي حقيقة طبية مثبتة، ولكن الخبر الجيد هو أنها قابلة للعلاج إذا تم تشخيصها مبكراً.

الصداع: في أغلب الأحيان لا يدعو للقلق

على الرغم من أن الكثيرين يخشون أن يكون الصداع علامة على ورم في الدماغ، إلا أن الدراسات تشير إلى أن أقل من 1% من حالات الصداع تكون بسبب مشاكل خطيرة. معظم أنواع الصداع غير خطيرة، ولكنها قد تؤثر سلباً على جودة الحياة وتستدعي اهتماماً طبياً.

لتحديد سبب الصداع بدقة، يقوم الطبيب بدور المحقق، حيث يعتمد على التاريخ الطبي والفحص السريري. وفي بعض الحالات، قد يحيلك إلى أخصائي. التحدي هو معرفة ما إذا كان الصداع حميداً أم يشير إلى مشكلة صحية أكبر.

متى يصبح الدواء نفسه سببًا للصداع؟

عادةً ما يظهر الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية لدى الأشخاص الذين يتناولون المسكنات بانتظام لأكثر من ثلاثة أشهر، سواء كان ذلك بسبب الصداع النصفي، صداع التوتر، أو آلام أخرى مثل آلام الظهر والمفاصل. يمكن أن يحدث هذا عند استخدام أنواع متعددة من المسكنات، وغالباً بجرعات متزايدة، مما يخلق حلقة مفرغة من الألم والاستخدام المتكرر للدواء.

تشير الدراسات إلى أن هذه الحالة تصيب حوالي 1-2% من الناس، وهي أكثر شيوعاً بين النساء بثلاث إلى أربع مرات.

ما هي الأدوية التي قد تسبب الصداع؟

ليست فقط المسكنات القوية التي تحتوي على المواد الأفيونية هي السبب؛ حتى الباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين) يمكن أن تؤدي إلى صداع مزمن عند الإفراط في استخدامها. بعض الأدوية تحتوي على مزيج من الباراسيتامول والمواد الأفيونية، مثل الكوكودامول، مما يزيد من خطر الإصابة بالصداع.

بالإضافة إلى ذلك، التريبتانات، التي تستخدم لعلاج نوبات الصداع النصفي، يمكن أن تسبب الصداع نفسه إذا تم تناولها بكميات كبيرة.

الجرعات الخطيرة

الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: قد يظهر الصداع إذا تم تناولها لمدة 15 يوماً أو أكثر في الشهر.

المواد الأفيونية: قد يظهر الصداع مع استخدام أقل تكراراً، أحياناً بعد 10 أيام فقط في الشهر.

العلاج: التوقف التدريجي تحت إشراف طبي

غالباً ما يكون التحدي الأكبر هو إدراك المريض أن الدواء الذي يتناوله هو سبب المشكلة. يعتمد العلاج على التوقف التدريجي عن تناول الدواء تحت إشراف الطبيب، حتى يتم التوقف عنه تماماً.

قد يكون الأمر مربكاً للمرضى الذين يتوقعون أن تخفف المسكنات الألم، ويخشى البعض من تفاقم الصداع أثناء تقليل الجرعة. لذلك، التعاون الوثيق مع الطبيب ضروري لمراقبة التقدم ووضع خطة علاجية فعالة.

نصائح للمرضى

إذا كنت تعاني من صداع لأكثر من 15 يوماً في الشهر، فاستشر طبيبك.

الاحتفاظ بمذكرات يومية لتسجيل تفاصيل الصداع يساعد الطبيب على تتبع الأنماط وتحديد السبب.

لا تتردد في مناقشة أي دواء تتناوله بانتظام مع طبيبك، حتى لو كان بدون وصفة طبية.

في كثير من الحالات، يكتشف المرضى فقط بعد التوقف عن الأدوية أن المسكنات كانت تزيد من ألمهم بدلاً من تخفيفه، مما يوضح أهمية التشخيص الصحيح والوعي بالعلاقة بين الأدوية والصداع.

مشاركة المقال: