الأحد, 27 يوليو 2025 02:26 PM

الوباء القادم "إكس 2": كل ما تحتاج معرفته عن التهديد المحتمل

الوباء القادم "إكس 2": كل ما تحتاج معرفته عن التهديد المحتمل

ظهر مصطلح "المرض إكس" لأول مرة في عام 2018 للإشارة إلى عامل ممرض غير معروف يمكن أن يؤدي إلى جائحة عالمية قاتلة في المستقبل القريب. وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية "المرض إكس" في قائمة الأمراض ذات الأولوية، إلى جانب تهديدات معروفة مثل "إيبولا" و"سارس"، مما يشير إلى احتمال انتقال هذا الفيروس من الحيوانات إلى البشر.

يحذر العلماء حاليًا من أن هذا العامل الممرض قد يتسبب في وفيات تفوق بعشرين مرة تلك التي سببها مرض "كوفيد – 19"، الناجم عن فيروس "سارس – كوف – 2". وبينما تسبب المرض "إكس" الأول، المتمثل في جائحة الفيروس التاجي، في حوالي 7 ملايين حالة وفاة مؤكدة حول العالم، يتوقع الخبراء أن يؤدي "المرض إكس" الثاني إلى 50 مليون حالة وفاة.

أوضح رئيس المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، مؤخرًا أن الحرف "إكس" المرتبط بأمراض مثل "كوفيد – 19" يرمز إلى "المفاجأة"، مما يعني أن مسببات الأمراض الجديدة غير متوقعة بطبيعتها. وأشار الدكتور أميش أدالجا، أخصائي الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، إلى أن "المرض إكس" التالي "من المحتمل أن تكون له خصائص متشابهة، لأن سيناريو فيروس الجهاز التنفسي الذي انتقل من حيوان إلى مجموعة بشرية نتيجة للطفرات هو الأكثر بساطة من حيث العمليات الوبائية".

وقد طرح أخصائيو الأمراض المعدية عدة نظريات حول الكيفية المحتملة لظهور "المرض إكس"، بما في ذلك إمكانية تحور فيروس موجود يصيب البشر مثل "الأنفلونزا أ، وفيروس زيكا". ويُعتقد أيضًا أن الجائحة الجديدة قد تنشأ بسبب بكتيريا معروفة اكتسبت مقاومة ضد جميع المضادات الحيوية المعروفة. هذا يشير إلى أن الأمراض التي يمكننا علاجها حاليا قد تصبح وبائية في غياب المضادات الحيوية الفعالة. على سبيل المثال يعتبر الخبراء السيلان، أحد الخيارات الممكنة.

النظرية الأخرى المرجحة أكثر أن يكون مصدر "المرض إكس" فيروس حيواني المنشأ. حتى لو لم يكن المرض خطيرا في السابق على البشر، قد تحدث طفرات تجعل البشر أكثر عرضة لخطر الإصابة. مثل هذا الفيروس كي يصبح مصدرا محتملا للخطر الوبائي، يفترض أن تنتقل العدوى ليس فقط من الحيوانات أو الطيور إلى الإنسان، بل أيضا من شخص إلى آخر.

يشير المختصون في هذا السياق إلى أن عوامل مثل إزالة الغابات والتوسع العمراني والتغير المناخي تزيد من اتصال البشر بالحياة البرية. المصدر الثالث الذي يمكن أن يسبب "المرض إكس" قد ينجم عن فيروس يتسرب إثر "حوادث في المختبرات" أو يكون نتيجة لـ "إرهاب بيولوجي".

بهذا الشأن يقول بيان ساعة القيامة لعام 2021 إن الفيروسات ذات المنشأ الصناعي في المختبرات يمكن أن تدخل العالم الخارجي نتيجة لحالات طوارئ، أو يمكن استخدامها كأسلحة بيولوجية. وضع أطباء الأمراض المعدية أعراضا محتملة لـ"الوباء إكس" تشبه الآثار الناجمة عن الأمراض الفيروسية الحادة منها السعال وضيق في التنفس وارتفاع درجة الحرارة والإرهاق وآلام في العضلات، وكذلك ارتباك ونوبات صرع وقيء وإسهال.

من المفارقات أن مرضا غامضا ظهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2024 ظُن في البداية أنه "المرض إكس"، لكن تبين لاحقا أنها ملايا حادة مصحوبة بسوء التغذية تفاقمت نتيجة لتأخر التشخيص المختبري بسبب سوء حالة الطرق في البلاد.

لم يتبق كما يؤكد المختصون إلا الاستعداد بجدية والتعامل بشفافية مع هذا الخطر، ولكن من دون تهويل وإثارة للذعر. في نفس الوقت عدم تجاهل أن المرض إكس قادم لا محالة. منظمة الصحة العالمية تؤكد أن "المسألة ليست ما إذا سيحدث، بل متى".

المصدر: RT

مشاركة المقال: