الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 11:50 AM

بين "ردع العدوان" واليوم العالمي للغة العربية: قراءة في موسمين متداخلين

بين "ردع العدوان" واليوم العالمي للغة العربية: قراءة في موسمين متداخلين

د. جورج جبور: تعيش سوريا احتفالاً بالذكرى الأولى لحملة "ردع العدوان"، التي أنهت مرحلة لم يشعر السوريون فيها بالاطمئنان إلى وجود خطة سلمية لإنهاء التوريث.

يتزامن هذا الاحتفال مع الموسم السنوي لليوم العالمي للغة العربية، الذي حددته الأمم المتحدة في نيويورك أو اليونسكو في باريس. أتساءل عن سبب عدم وجود سردية عربية موحدة حول كيفية الوصول إلى تاريخ 18 كانون الأول، خاصة وأن البداية الرسمية لتحديد موعد ليوم اللغة العربية كانت في تونس عام 2008، في الألكسو (اليونسكو العربية).

أذكر أن البداية الرسمية التي أعرفها كانت المطالبة بذكرى نزول "اقرأ" كيوم للغة العربية. أُعلنت هذه المطالبة في جامعة حلب يوم 15 آذار 2006، ثم في دمشق في العام نفسه، وأكدت في اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 2008، ونشرت في كراس في آب من ذلك العام. أُخذت الفكرة من كراس هيئة رسمية سورية كان رئيسها الآن رئيسًا لأعرق مجامع اللغة العربية. خاطبت هذه الهيئة الرسمية السورية الألكسو حاملة فكرتي، وفقًا لسردية رئيسها، في رسالة مؤرخة في 4 كانون الأول 2010، أي بعد عامين من مخاطبة سوريا للألكسو عام 2008.

كيف بدأنا بـ "اقرأ" عام 2008 في منظمة عربية دولية رسمية هي اليونسكو العربية، وانتهينا عام 2012 بـ 18 كانون الأول موعدًا بقرار من اليونسكو الأصلية في باريس؟ هذه الرحلة من فكرة أطلقتها في جامعة حلب إلى يوم أعلنته اليونسكو في أيلول 2012، هي السردية التي لم أبذل جهدًا كافيًا لتقصيها لأنني لا أستطيع إنشاءها. أرى أن إنشاء هذه السردية هو واجب اتحاد مجامع اللغة العربية أو مجمع دمشق.

كنا في "إما أو"، ثم استرسلت، ولم يكن استرسالي عفواً. الهامش هنا أهم من المسار، ويثير أمرًا خطيرًا هو الشرف المهني العربي. عقد الملك فاروق أول قمة عربية، والرئيس شمعون ثاني قمة عربية، وعبد الناصر قمة عربية سميناها "مؤتمر القمة العربية الأول". لا بارك الله في شرفنا المهني.

أطالب بسردية عربية موحدة لمسار فكرة يوم اللغة العربية من 15 آذار 2006 إلى أيلول 2012. 15 آذار 2006 هو يومي، كما قررت اللجنة الوطنية السورية لليونسكو في 11 تشرين الثاني 2023، وخاطبت به سوريا اليونسكو في 5 كانون الأول 2023، لكن اليونسكو لم تعبأ بالمخاطبة السورية، ولم تكرر سوريا الطلب في 5 كانون الأول 2024. كنا آنذاك قد دخلنا في موسم ردع العدوان على السوريين، وتداخل الموسمان.

أكتب في 30 تشرين الثاني 2025، ونحن في موسم أول احتفال بذكرى ردع العدوان عن السوريين، ولكننا أيضًا في الموسم الرابع عشر لردع العدوان عن لغتنا، لغة العرب والمسلمين.

قد يعترض البعض على كلمة "لكننا"، وقد يقال: "الأصح: لكنك". أنت وحدك في هذا المضمار، ودافعك نرجسي. تود أن تجعل من كلام قلته شفهيًا في حلب موعدًا لاحتفال سنوي. نعم، أود ذلك. أتذرع بـ "اقرأ"، بالمتنبي، بالمعري، بابن خلدون، بابن رشد، لكي أصل إلى إجماع على 15 آذار. ربما.

لكنني أسجل هنا أن انتصاري الأكبر، كعربي، سيكون حين أتخلى عن 15 آذار 2006 لصالح تاريخ سابق عليه، ثبت أن به نودي بيوم للغة العربية. لماذا؟ لا أود أن أصدق أننا في وطن عربي قاحل إلى حد أن فكرة يوم اللغة العربية المقتبسة من يوم اللغة الفرنسية غابت لعقود طويلة عن كل هيئاتنا الفكرية واللغوية التي شاركت في احتفالات الفرنكوفونية بعيدها منذ ولادتها عام 1970.

السؤال الأخير: هل تستطيع سوريا زحزحة يوم 18 كانون الأول موعدًا ليوم اللغة العربية وإجلاس "اقرأ" مكانه؟ إجابتي: نعم تستطيع. أقولها ببساطة، وأول الاستطاعة المحاولة. نحن في موسم ردع مزدوج. بهمة ردع العدوان على السوريين فلنحاول ردع العدوان عن لغتنا. فلنعلن في 8 كانون الأول 2025 عن ندوة عربية عالمية، حضورية وزومية، تعالج موضوع الموعد الأمثل ليوم اللغة العربية، وأول المدعوين حضوريًا هو أول مدير عام عربي لليونسكو معالي أ. د. العناني. مكان الندوة؟ دمشق، حيث أعرق المجامع. حلب، حيث من جامعتها بدأ موسم يوم اللغة العربية. إدلب من رحمها كان ردع العدوان. صافيتا، حيث منها علامة أعطى للغة العربية قواعد حداثية هو جبر ضومط الذي تأخرت الحكومة السورية في منحه وسام تكريم يجاور وسام التكريم اللبناني كما جاء في كلمة فارس الخوري عنه عام 1930.

جورج جبور. صباح الأحد المبارك 30 تشرين الثاني 2025. (اخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: