(CNN)-- أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الثلاثاء، عن قرار إدارة ترامب بتعليق عقوبات "قانون قيصر" المفروضة على سوريا خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد. يهدف هذا التعليق، حسب روبيو، إلى "تعزيز المحاسبة عن الفظائع التي ارتكبها نظامه في سوريا".
أوضح روبيو في بيان أن "وزارة الخارجية تواصل الوفاء بوعد الرئيس دونالد ترامب بتوفير فرصة للسلام الدائم والازدهار للشعب السوري". وأضاف أن قرار تعليق عقوبات قانون قيصر الإلزامية جاء "بناءً على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية عقب سقوط نظام الأسد".
وأكد روبيو أن تعليق العقوبات "يدعم جهود سوريا لإعادة بناء اقتصادها، واستعادة علاقاتها مع شركائها الأجانب، وتعزيز الرخاء والسلام لجميع مواطنيها". كما أشار إلى أن ترامب "أوضح أن الولايات المتحدة تتوقع أن تتخذ الحكومة السورية إجراءات ملموسة لطي صفحة الماضي والعمل على تحقيق السلام في المنطقة".
يذكر أن الخارجية الأمريكية كانت تصف "قانون قيصر" بأنه "خطوة مهمّة من أجل تعزيز المحاسبة عن الفظائع التي ارتكبها بشار الأسد ونظامه في سوريا". ويعود سبب تسمية القانون بهذا الاسم إلى مصوّر سابق في الجيش السوري، خاطر بحياته لتهريب آلاف الصور التي توثق تعذيب وقتل السجناء داخل سجون نظام الأسد إلى خارج سوريا.
وينص القانون على "فرض عقوبات وقيود على من يقدّمون الدعم لأفراد نظام الأسد، إضافة إلى الأطراف السورية والدولية التي تمكّن من ارتكاب تلك الجرائم، والتي كانت مسؤولة عن، أو متواطئة في، ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا". كما سعى القانون إلى "حرمان نظام الأسد من الموارد المالية التي يستخدمها من أجل تسعير حملة العنف والتدمير التي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين".
وفي سياق متصل، التقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في البيت الأبيض بنظيره الأمريكي دونالد ترامب. وأعرب ترامب عن ثقته بقدرة الشرع على قيادة بلاده، واصفاً إياه بأنه "قائد قوي للغاية، قادم من بيئة صعبة للغاية، وهو رجل حازم". وأضاف ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "أنا معجب به، وأتفق معه... وسنبذل قصارى جهدنا لإنجاح سوريا".
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية السورية، في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "الجانبان ناقشا خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها إضافةً إلى عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وتعدّ هذه الزيارة الأولى على الإطلاق لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ 79 عاما، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية السورية. وسبق أن التقى ترامب بالشرع في العاصمة السعودية، الرياض، وأشاد به ووصفه بأنه "رائع، وشاب جذاب وقوي البنية وله ماضٍ قوي، ولديه فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا". كما التقى الشرع مع الرئيس الأمريكي خلال حفل الاستقبال الذي أقامه ترامب على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.