استضاف قصر الثقافة في مدينة حمص اليوم الفعالية الثقافية المتنوعة تحت عنوان "حمص.. تاريخ يروى وثقافة تبنى"، وذلك بحضور وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، وعدد من الشخصيات الرسمية والأدبية، بالإضافة إلى جمهور واسع من مختلف الشرائح.
معرض تشكيلي
افتتح الوزير الصالح الفعالية بمعرض متنوع أقيم في بهو مسرح دار الثقافة. شمل المعرض لوحات تشكيلية، وفن الخط العربي، والتصميم والتنفيذ، والتصوير الضوئي، والأرابيسك. كما تضمن قسماً للتراث ضم أواني الفخار، وفن العجمي، والنقش على الزجاج، والأشغال اليدوية التي عكست مهارة الحرفيين وعمق الموروث المحلي.
جسدت لوحات المعرض مدى ارتباط الفنانين بتراث مدينتهم. قدمت لمى زكريا لوحتين من الزخارف المعاصرة والخط العربي بأسلوب حداثي وألوان أكريليك. وشاركت نضال إبراهيم بثلاث لوحات توثق مباني حمص القديمة ولوحة انطباعية بألوان زيتية. كما عرض باسل نيصافي ثلاث لوحات عن العمارة الحمصية الأبلقية، مبرزاً مزيج الحجر وجماليات التاريخ.
وزير الثقافة: حمص قلب الوطن
أكد الوزير الصالح في كلمته أمام الحضور على مسرح دار الثقافة أن حمص تمثل قلب الوطن، حيث تلتقي العراقة بالبطولة. وأشار إلى أن حجارة وأسواق حمص القديمة تختزن ذكريات الأمهات وابتسامات الشهداء، مؤكداً أن المدينة لم تنحنِ يوماً وأن شعبها لم يساوم على كرامته.
وأضاف أن حمص كانت وما زالت رمزاً للمدائن، حملت الثورة في روحها قبل أن تهتف بها الحناجر، وأشعلت شعلة الحرية في زمن الظلام، وقدمت قوافل الشهداء والجرحى ليبقى الوطن شامخاً.
بناء مشهد ثقافي متكامل
أوضح الصالح أن زيارته إلى حمص تأتي ضمن جولة ثقافية بدأت في إدلب وستشمل مختلف المحافظات، وذلك في إطار خطة وزارة الثقافة لبناء مشهد ثقافي متكامل يجعل من الثقافة جسراً للتواصل بين القلوب وركيزة لتعزيز الوحدة والانتماء. وأثنى على جهود فريق مديرية ثقافة حمص وقدرتهم الاستثنائية على جعل كل فعالية نافذة للأمل عبر نشاطاتهم المتنوعة.
حمص تنهض بثقافتها
من جانبه، صرح مدير الثقافة في حمص محمود جرمشلي بأن الثقافة لا تموت، والمدن الحية تعود، وصوت الثقافة يعلو. وأكد أن حمص تنهض بفكرها وفنها وإنسانها رغم المحن، لتظهر أنها ابنة الإرادة والثقافة المتجددة.
تضمن برنامج الفعالية عرض برومو يوثق أبرز أعمال مديرية ثقافة حمص خلال الأشهر الستة الماضية، تلاه أداء إنشادي للمنشد مالك نور، ثم كلمة آلاء الوعر مديرة فريق مشكاة التطوعي، تحدثت فيها عن جهود الفريق وعمل شبابه انطلاقاً من إيمانهم بأن الثقافة ضرورة حياة.
شهدت الفعالية تكريم عدد من الشخصيات الفاعلة في العمل الثقافي والسياسي ضمن مدينة حمص. حضر الفعالية عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية، من بينهم مدير الشؤون السياسية في حمص عبيدة أرناؤوط، إلى جانب جمهور واسع من المثقفين والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي.