تشهد زراعة البندورة المغطاة في ريف الرقة توسعًا ملحوظًا، حيث تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مصدر اقتصادي حيوي للعديد من الأسر، وخاصة النازحين الذين يقيمون بالقرب من الأراضي الزراعية. وقد أتاح هذا النمط الزراعي البسيط منتجًا مطلوبًا خلال فصل الشتاء، مما ساهم في توفير دخل ثابت في ظل ارتفاع أسعار الخضروات.
تعتمد هذه الزراعة على أصناف متأخرة النضج يتم قطفها قبل اكتمال احمرارها، ثم تخزينها في خنادق ترابية مغطاة بالنايلون، لتستكمل عملية النضوج خلال فترة قصيرة. ويتيح ذلك للمزارعين عرض محصول جاهز للبيع في أشهر الشتاء، مما يوفر أرباحًا أعلى مقارنة بمواسم الصيف.
وفي تصريح لـ سوريا 24، قال محمود العلي، وهو نازح من ريف دير الزور ويقيم في قرية الحكومية شمال الرقة: "بدأنا هذا النوع من الزراعة لاستغلال الأراضي المحيطة بخيامنا وتأمين دخل شتوي نعيش منه. العمل بسيط ولا يتطلب جهدًا كبيرًا كما هو الحال في زراعة الخضار المبكرة، لذلك نتمكن من إدارته بسهولة." وأضاف أن سعر الكيلوغرام من البندورة المغطاة يصل حاليًا إلى حوالي 4000 ليرة سورية، مقابل 1000 ليرة فقط في الصيف.
كما أوضح المزارع صالح محمد لـ سوريا 24 أن انتشار هذه الزراعة دعم اقتصاد العائلات وخلق فرص عمل جديدة، قائلاً: "تكاليفها قليلة، وهي مناسبة لمن ليست لديهم خبرة واسعة في الزراعة. ومع ارتفاع الأسعار شتاءً، أصبحت العوائد جيدة وتساعدنا على تجاوز صعوبة الوضع المعيشي."
من جانبه، أشار الناشط الزراعي مصطفى العبد الله في حديثه لـ سوريا 24 إلى أن هذا المشروع ساهم في تنشيط القطاع الزراعي خلال فترات الركود، موضحًا: "البندورة المغطاة وفرت مصدر دخل مهم في الوقت الذي تتراجع فيه الزراعات الأخرى. كما أنها عززت التعاون بين النازحين والسكان من خلال تبادل الخبرات وتطوير طرق تناسب طبيعة المنطقة."
ويبرز نجاح هذا المشروع قدرة الأهالي على استثمار الموارد المحدودة بطرق مبتكرة تضمن لهم دخلًا مستقرًا، ويعكس مستوى التكيف مع التحديات الاقتصادية التي تعيشها المناطق الريفية في الرقة.