الخميس, 9 أكتوبر 2025 02:39 PM

صحيفة أمريكية: كل الاحتمالات واردة في إيران وسط ضغوط اقتصادية وخيارات استراتيجية صعبة

صحيفة أمريكية: كل الاحتمالات واردة في إيران وسط ضغوط اقتصادية وخيارات استراتيجية صعبة

ذكرت صحيفة "The Atlantic" الأميركية أن إيران تواجه وضعًا معقدًا نتيجة للضغوط الاقتصادية والخيارات الاستراتيجية الصعبة.

فقد أشارت الصحيفة إلى أنه قبل أربعة أشهر، قصفت إسرائيل إيران لمدة اثني عشر يومًا، مما أدى إلى تدمير ثلاث منشآت نووية إيرانية بضربات من الولايات المتحدة. ورأت أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا فعلوا عقوبات الأمم المتحدة "سناب باك"، استجابة لمطالب صقور أميركا.

على الرغم من محاولات المسؤولين الإيرانيين التقليل من تأثير العقوبات، إلا أنها تسببت في ألم اقتصادي حاد، حيث علقت اليابان أصولًا إيرانية، وامتثلت تركيا، الشريك الاقتصادي الوثيق، للقرار، مما أدى إلى انخفاض الريال الإيراني إلى أدنى مستوى تاريخي له.

ترى الصحيفة أن هذا المزيج من الدمار والخراب الاقتصادي يدفع إيران إلى اليأس، وأن خياراتها المتاحة سيئة. فاستراتيجية إيران النووية السابقة، التي تعتمد على تخصيب اليورانيوم ببطء ومفاوضات مطولة مع الولايات المتحدة، فشلت بعد انسحاب إدارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018.

وترى الصحيفة أن إيران قد تتخلى عن طموحاتها النووية، لكن تحقيق ذلك يتطلب امتلاك قنبلة نووية، وهو أمر محفوف بالمخاطر بسبب قدرة إسرائيل والولايات المتحدة على استهداف العلماء النوويين الإيرانيين. وإذا نجحت إيران في ذلك، فستواجه عزلة وفقرًا وحرمانًا من أي حوافز.

وتضيف الصحيفة أن خيارًا آخر لإيران هو اللجوء إلى الصواريخ الباليستية بدلًا من النووية. فقد كشفت الحرب الأخيرة عن قدرات إيران العسكرية، حيث أظهرت أنها مكشوفة وعاجزة في مواجهة الهجمات الجوية والاستخبارات الإسرائيلية. ومع ذلك، نجحت إيران في إطلاق 500 صاروخ باليستي خلال الحرب، مما يدل على قدرتها على التغلب على الدفاعات الإسرائيلية وتدمير الأهداف التي تختارها.

وتشير الصحيفة إلى أن الصناعات العسكرية الإيرانية أنتجت طائرات مسيّرة وصواريخ أنقذتها من الانهيار، مثل صاروخ "خرمشهر 4" والطائرات المسيّرة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن هذه الأسلحة لا تضاهي ما يمتلكه خصوم إيران الرئيسيون، وقد تضطر إيران إلى طلب المساعدة من الخارج.

وترى الصحيفة أن توجه إيران نحو مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون هو نهج يائس، حيث تتعامل بكين وموسكو مع إيران كحليف أقل، ولا تقدمان لها الدعم الكافي. فالعلاقات الروسية مع إسرائيل لا تقل أهمية عن علاقاتها مع إيران، والصين لديها استثمارات أكبر في إسرائيل.

وتختتم الصحيفة بالقول إنه في غياب الحلول العسكرية، قد تلجأ إيران إلى تسوية تاريخية، تتخلى فيها عن طموحاتها الثورية وتتحول إلى دولة طبيعية. وتضيف أن هذا الخيار يحظى بتأييد الكثير من النخبة الحاكمة في إيران، لكنهم يبحثون عن طريقة لتحقيقه تمكنهم من البقاء في السلطة.

وتلخص الصحيفة بأن الخيارات المتاحة لإيران تتمثل في التوجه نحو الأسلحة النووية، أو الصواريخ الباليستية، أو التقرب من الصين وروسيا، أو اللجوء إلى تسوية تاريخية. وتختتم بالقول إن أي شيء وارد.

مشاركة المقال: