الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 11:47 PM

طرطوس تشهد أول محاكاة بحرية ميدانية لطلاب التعليم البحري في سوريا

طرطوس تشهد أول محاكاة بحرية ميدانية لطلاب التعليم البحري في سوريا

شهدت مدينة طرطوس حدثاً بارزاً في مجال تطوير التعليم البحري، حيث تم تنفيذ أول محاكاة عملية مباشرة لطلاب المدرسة البحرية على متن سفينة حقيقية. وُصفت هذه التجربة بأنها "الأولى من نوعها" على مستوى المدارس البحرية في سوريا.

قام مدير المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري، محمود القدور، بزيارة تفقدية بهدف متابعة واقع التدريب العملي وتطويره بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل البحري.

أكد القدور لمنصة سوريا 24 أن هذه الزيارة تُعد "هامة والأولى من نوعها" لمدير المؤسسة في مدرسة الثانوية البحرية في طرطوس. وقد جرت سلسلة من الدروس الميدانية بالتعاون مع مدير ميناء طرطوس والمدير العام لمرفأ طرطوس، على متن السفينة "Princess A’ala".

أوضح القدور أن المحاكاة هدفت إلى "تجسيد الواقع العملي الذي يعيشه البحار على متن السفينة"، حيث قدم مختصون، بتكليف من المدير العام للمؤسسة العامة للتدريب والتأهيل، شروحاً تفصيلية على أرض الواقع.

شارك جميع طلاب المدرسة البحرية بمختلف صفوفهم واختصاصاتهم في التدريب، مع الالتزام الكامل بإجراءات السلامة أثناء الصعود إلى السفينة. وتابع القدور شخصيًا كافة التفاصيل، مؤكدًا حرصه على سلامة الطلاب ومراقبة سير العملية التدريبية، ومشيراً إلى أنه لم يغادر الميناء "حتى غادر آخر طالب الرصيف 14 الذي ترسو عنده السفينة".

أكد القدور أن هذا النوع من المحاكاة يساهم في "رفع الكفاءة العلمية والعملية للطلاب"، حيث يتيح لهم رؤية التطبيقات العملية لما يدرسونه نظريًا، مما يعزز جاهزيتهم المهنية ويزيد فرص حصولهم على عمل بعد التخرج، وهو ما يعود بالفائدة على القطاع البحري في البلاد.

وفي سياق متصل، صرح مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، لمنصة سوريا 24، بأن التعليم والتدريب البحري في سوريا يمثلان إحدى الركائز الأساسية لتأهيل كوادر وطنية قادرة على الاندماج في سوق العمل البحري، وهو قطاع وثيق الصلة بحركة التجارة والنقل والمرافئ والصناعات اللوجستية.

أوضح علوش أن امتلاك كوادر مدربة وفق معايير المنظمة البحرية الدولية (IMO) يُعد شرطًا أساسيًا لرفع كفاءة عمل الموانئ والسفن، وتعزيز مستوى السلامة البحرية وحماية الأرواح والممتلكات. وتتولى المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري مسؤولية إعداد البرامج التعليمية والإشراف على الامتحانات وإصدار الشهادات اللازمة.

المدارس البحرية في سوريا

ثانوية النقل البحري في طرطوس

  • عدد المدرسين: 22 مدرسًا
  • عدد الطلاب: 415 طالبًا
  • آلية التدريب: تعتمد على التدريب العملي داخل المرافئ واستخدام المعدات البحرية الحقيقية، بهدف تأهيل الطلاب للاندماج المباشر في العمل.

الثانوية البحرية في اللاذقية

  • عدد المدرسين: 40 مدرسًا
  • عدد الطلاب: 372 طالبًا
  • أسلوب التدريب: الدمج بين الدروس النظرية والتدريبات التطبيقية على السفن والتجهيزات الملاحية والهندسية التي تحاكي بيئة العمل البحري.

أهمية للاقتصاد الوطني

أكد علوش أن التعليم البحري يمثل "خط الدفاع الأول لسلامة الملاحة البحرية"، مشيرًا إلى الأدوار الحيوية التي يلعبها هذا القطاع، ومنها:

  • تأهيل ضباط ملاحة ومهندسين بحريين وطواقم تشغيل سفن ومهنيي موانئ.
  • دعم قطاع التجارة الخارجية الذي يعتمد بشكل كبير على النقل البحري.
  • رفع مستوى السلامة وتقليل الأخطاء عبر تدريب متخصص وفق معايير عالمية.
  • تأمين فرص عمل واسعة داخل سوريا وخارجها نظرًا للطلب العالمي على الكوادر البحرية.
  • تعزيز موقع سوريا كممر تجاري وبحري عبر رفد المرافئ بكفاءات تقنية عالية.

تطوير مستمر للبرامج والمناهج

ختم علوش بالتأكيد على أن المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري تواصل تحديث مناهجها وتطوير معدات التدريب وتوسيع نطاق العمل الميداني، بما يضمن تخريج كوادر قادرة على دعم المرافئ السورية وأساطيل النقل البحري، والإسهام في النهوض بقطاع بحري يُعد أساسيًا للاقتصاد الوطني.

مشاركة المقال: