في الأول من كانون الأول من كل عام، يحل اليوم العالمي للإيدز، ليؤكد على أهمية الالتزام وتبني الابتكار، ودمج خدمات علاج فيروس العوز المناعي البشري في البرامج الصحية، ومكافحة الوصم الذي يعيق العلاج، وتوسيع نطاق التصدي لهذا المرض.
تحت شعار "التغلب على انقطاع الخدمات، وتحويل مسار الاستجابة للإيدز"، يهدف اليوم العالمي للإيدز هذا العام إلى إشراك قادة الحكومات، والبرامج الوطنية لمكافحة الفيروس، والشركاء، والمنظمات المجتمعية، والأطراف المعنية، من خلال مواصلة الالتزام السياسي بإبقاء فيروس العوز المناعي البشري على رأس قائمة الأولويات الصحية الوطنية.
كما يهدف اليوم العالمي إلى دمج خدمات علاج فيروس العوز المناعي البشري في البرامج الصحية الأوسع نطاقاً، لتقديم رعاية شاملة تركز على الإنسان، وتعزيز الوقاية من خلال توسيع نطاق العلاج الوقائي السابق للتعرض، والحد من الأضرار، والمشاركة المجتمعية النشطة، وزيادة الابتكارات في تقديم الخدمات، مثل الاختبار الذاتي لفيروس العوز المناعي البشري، وتوفير البيانات واستخدامها مع التركيز على الابتكارات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتعزيز الترصد والرصد للفيروس.
14 مركزاً للفحص الطوعي... وخطط لافتتاح مراكز جديدة
في سوريا، تواصل وزارة الصحة جهودها على مستوى التوعية المجتمعية والتدريب والرقابة الصحية في مواجهة مرض الإيدز، من خلال عقد اجتماعات دورية مع الشركاء الدوليين، وتنفيذ برامج تعليمية للكوادر الصحية، وتطوير نظم التتبع الإلكتروني للمرضى، وتقييم مخابر الإيدز وتعزيز جاهزيتها وفق المعايير الوطنية والدولية، حسبما أوضح لـ سانا مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة الدكتور ياسر فروح.
أشار فروح إلى أن الوزارة تقدم خدمات المشورة والفحص الطوعي عبر 14 مركزاً رئيسياً موزعة على كافة المحافظات السورية، بالإضافة إلى التحضير لافتتاح مراكز جديدة وفق الحاجة، بهدف تعزيز الكشف المبكر والحد من انتقال العدوى في الأماكن عالية الخطورة، مؤكداً الاستمرار في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية الخاصة بالتصدي للفيروس، وتعزيز خدمات الكشف والعلاج والدعم للمصابين، ورفع الوعي المجتمعي حول سبل الوقاية.
سرية البيانات وخدمات العلاج المجاني
أكد مدير مديرية الأمراض السارية والمزمنة التزام الوزارة بضمان سرية البيانات الصحية للمصابين، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة مجاناً، داعياً المواطنين إلى إجراء الاختبار الطوعي في حال وجود عوامل خطورة، بما يسهم في الكشف المبكر، ويحد من انتشار الفيروس ويحافظ على الصحة العامة.
ارتفاع في الإصابات المكتشفة خلال عام 2025
وفقاً لبيانات البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، أوضح فروح أن إجمالي الإصابات المكتشفة منذ بداية العام وحتى اليوم بلغ 212 إصابة، مقارنةً بـ 87 إصابة مسجلة بين المواطنين السوريين خلال عام 2024، مما يشير إلى زيادة ملحوظة في الحالات المكتشفة.
617 مريضاً متابعاً ضمن المراكز الوطنية
أشار فروح إلى أن الوزارة تتابع حالة 617 مريضاً متعايشاً مع الفيروس في سوريا من خلال المراكز الوطنية المختصة، ويتم تأمين العلاج لهم وفق البروتوكولات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، بما يشمل العلاج بالخط الأول والثاني، بالإضافة إلى إجراء الفحوص المخبرية الدورية الضرورية لمتابعة تطور الحالة الصحية للمصابين.
يذكر أنه بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يشهد إقليم شرق المتوسط أسرع معدل نمو لوباء فيروس العوز المناعي البشري، وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 620 ألف شخص متعايش مع هذا الفيروس، ولم يتم تشخيص إلا 38 بالمئة من الحالات، ولا يتلقى العلاج إلا 28 بالمئة منهم، أي إن شخصين من كل ثلاثة أشخاص غير مدركين لحالتهم الصحية.
أخبار سوريا الوطن١-سانا