الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 02:54 AM

كفرنبل: عام على التحرير.. عودة الحياة تدريجياً وجهود لإعادة الإعمار

كفرنبل: عام على التحرير.. عودة الحياة تدريجياً وجهود لإعادة الإعمار

بعد عام واحد من التحرير، تشهد مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي تحولاً ملحوظاً بعد سنوات من المعاناة بسبب الحرب والدمار. بدأت المدينة تستعيد أنفاسها مع عودة الأهالي وانطلاق مشاريع خدمية تساهم في إعادة الحياة إلى شوارعها ومرافقها.

أكد علاء خطيب، رئيس مجلس مدينة كفرنبل، في حديث لسوريا 24، أن الأشهر الماضية شهدت حراكاً خدمياً لافتاً. ومنذ الأيام الأولى للتحرير، بدأت إزالة الأنقاض وإعادة فتح الشوارع بمساعدة مديرية الخدمات في أريحا وفرق الدفاع المدني. لاحقاً، قامت منظمة "بناء" بورشات عمل لرفع الأنقاض التي كانت تعيق حركة المدنيين، حيث تم ترحيل أكثر من ألفي حمولة من الأنقاض من الشوارع الرئيسية والفرعية، مما جعل المدينة "قابلة للحياة مجدداً".

بفضل هذه الجهود، استعادت الطرقات الرئيسية والفرعية انسيابيتها وعادت الحركة بشكل طبيعي داخل معظم الأحياء.

وفي خطوة لتحسين الواقع الخدمي، أجرت ورشات الصيانة عمليات واسعة لإصلاح شبكة الصرف الصحي، شملت تغطية الفتحات المسروقة وإصلاح الخطوط المتضررة، مما أسهم في الحد من الأعطال التي كانت تتسبب في انسداد الطرقات وارتفاع منسوب المياه الملوثة.

مع بداية الاستقرار، أُسست في كفرنبل نقطة طبية خيرية بجهود شعبية، تستقبل الحالات الإسعافية وتقدم الأدوية المجانية، بما فيها أدوية الأمراض المزمنة. وفي قطاع التعليم، تم تفعيل أول مدرسة بعد شهور قليلة من التحرير، واستقبلت نحو 250 طالبًا. ومع بداية العام الحالي، تم تفعيل خمس مدارس جديدة بعد ترميمها بجهود الأهالي والمتبرعين، وهي تستوعب اليوم طلابًا من الصف الأول حتى مرحلة البكالوريا.

يشير علاء خطيب إلى أن نسبة العائلات العائدة تجاوزت 20% من إجمالي سكان المدينة، مع توقعات بازدياد النسبة تدريجياً مع تحسن الخدمات. كما تم ترميم نحو 300 منزل بدعم من منظمات إنسانية، إلى جانب عدد كبير من المنازل التي أعاد أصحابها إعمارها بجهودهم الخاصة.

تم تفعيل مخفر الشرطة وإدارة الناحية، إضافة إلى تركيب وحدات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في الشوارع الرئيسية، مما ساعد على تحسين الحركة ليلًا وتقليل الحوادث والأخطار الأمنية.

أطلق المجلس المحلي ورشة تقييم واسعة للبنية التحتية، نفذها فريق هندسي تطوعي، وشملت دراسة حاجات الطرق وشبكات الصرف الصحي والمياه والمدارس والمباني العامة. وتم إعداد ملفات كاملة لهذه الاحتياجات والتواصل مع عدة منظمات وجهات داعمة من أجل إعادة تأهيل المرافق العامة. يؤكد الخطيب أن هناك خطة تعاون فعالة مع عدد من المنظمات الدولية، مع انفتاح المجلس على أي جهود جديدة تساهم في إعادة إعمار المدينة وتحسين استقرار السكان.

تُعد مدينة كفرنبل من أبرز مدن ريف إدلب الجنوبي، واشتهرت خلال سنوات الثورة بصوتها المدني ورسوماتها ولافتاتها. لكن المدينة دفعت ثمن هذا الحضور باهظًا، إذ تعرضت لقصف مكثف وحملات تدمير ممنهجة أدت إلى تهجير معظم سكانها وتخريب جزء كبير من بناها التحتية. ومع تحولها إلى مدينة شبه خالية وخروج مؤسساتها عن الخدمة، أصبحت كفرنبل واحدة من أكثر المدن تضررًا قبل أن تعود الحياة إليها تدريجياً بعد التحرير.

مشاركة المقال: