في بادرة تعكس مسؤولية المجتمع المدني، نظمت مؤسسة همة الشباب السوري فعالية توعوية تحت عنوان "معاً لحياة بدون عنف / تحديات وحلول"، وذلك في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة، ضمن حملة الـ16 يوم العالمية لمناهضة العنف. شهدت الفعالية مشاركة نخبة من المختصين والمهتمين بالشأن الاجتماعي والحقوقي.
محاور متعددة ورؤى متكاملة:
افتتحت باسمة الزيبق، رئيسة المؤسسة، اللقاء بكلمة ترحيبية، مؤكدة على رسالة المؤسسة في تمكين الأفراد ونشر الوعي، وأهمية مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي. بدورها، تحدثت أمل البلدي، نائب رئيس الأمناء، عن تعريف العنف وأنواعه، مسلطة الضوء على أشكاله الجسدية والنفسية والجنسية. وتناولت مي دياب، المدربة التربوية والمرشدة الاجتماعية، الأثر النفسي والاجتماعي للعنف، خاصة على النساء والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، وقدّمت حلولًا عملية للتعامل مع هذه الحالات، مؤكدةً أن "المعنفة ليست السبب". كما ركزت لما النابلسي، المسؤولة المالية، على البعد الاقتصادي للعنف، مشيرةً إلى أن ضعف الاستقلالية المادية يمنع المرأة من تغيير واقعها، وأبرزت دور المؤسسة في دعم التعليم والمواهب ومشاريع التمكين.
القانون يحمي والوعي يوقظ:
قدّم المحامي عمر ضاهر مداخلة قانونية حول العنف الرقمي، موضحًا أن القانون السوري يجرّم الابتزاز، التهكير، التسجيل دون علم، ونشر الصور المفبركة، خاصة إذا كانت تمسّ القاصرين، مشددًا على أهمية التبليغ وعدم السكوت.
شراكات داعمة وأمل متجدد:
شاركت جمعية تنظيم الأسرة السورية بفعالية مؤثرة، حيث تحدثت رغد الأحمد عن مراكز الجمعية ونشاطاتها، وقدّمت ربا لقمشها تعريفًا بمركز حماية الأسرة الذي يقدم خدمات نفسية ومهنية للناجيات من العنف. واختتمت مشاركتهم بعرض فيلم مؤثر عن قصة نجاح امرأة تجاوزت تجربة العنف لتصبح مستقلة اقتصاديًا.
نقاشات ثرية وكلمات ملهمة:
شهدت الفعالية مداخلات قيّمة من الحضور، أغنت الحوار ووسّعت زوايا النقاش. واختتم الدكتور حمزة الحمزاوي اللقاء بكلمات ملهمة ركّز فيها على العدالة والوعي، داعيًا إلى الاستمرار في محاربة كل أشكال العنف، وحماية المستضعفين، ومواجهة القهر بالوعي والمبادرة.
في الختام، أكدت الفعالية أن مناهضة العنف هي مسار جماعي نحو العدالة والكرامة، من أجل أسرة آمنة، مجتمع متماسك، وحياة خالية من العنف.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية