السبت, 15 نوفمبر 2025 01:21 AM

معرض "أعمدة إلى السماء" بالرياض: توثيق تشكيلي لجراح سوريا وصمود شعبها

معرض "أعمدة إلى السماء" بالرياض: توثيق تشكيلي لجراح سوريا وصمود شعبها

الرياض-سانا: يستضيف غاليري مهد الفنون في الرياض حالياً المعرض الفردي للفنان التشكيلي السوري الدكتور محمد الشبيب، تحت عنوان "أعمدة إلى السماء".

يضم المعرض 14 لوحة، تتنوع بين ثماني ثنائيات عمودية كبيرة الحجم، تتراوح مقاساتها بين 240×120 سم و220×110 سم، وست لوحات خشبية بمقاسات 190×30 سم. وقد استخدم الفنان تقنيات متعددة في تنفيذ اللوحات، جمعت بين الأكريليك، والأصباغ، والزيوت، والأحبار، والفحم، والرمل، والكولاج، ليقدم تجربة بصرية غنية بالرموز والدلالات الإنسانية والسياسية.

الفنان الشبيب يرى في حديثه لـ سانا أن أعمال المعرض تمثل مرحلة مختلفة جذرياً عن المراحل السابقة، فهي "شاهد على واحدة من أبشع حالات القمع في العصر الحديث، وفي الوقت نفسه شهادة على انتصار إرادة البقاء والصمود للشعب السوري على النظام البائد".

ويوضح الشبيب أن هذه التجربة الفنية بدأت عنده عام 2018 عقب معرضه الفردي في صالة السيد للفنون بدمشق، والذي حمل عنوان "جراح ملحها الألوان"، مشيراً إلى أن تلك التجربة كانت مفعمة بالأمل والنبض الثوري، بينما جاءت أعمال المرحلة التي بعدها معبرةً عن حالة الانكسار واليأس التي غلبت على المشهد العام بعد انحسار آمال التغيير.

استلهم الشبيب فكرة المعرض من أعمدة الدخان المتصاعدة في مدن سورية، معتبراً إياها رمزاً للصعود والرجاء. ويقول: "كانت أعمدة الدخان رسائل من الأرض إلى السماء، دعوات الثكالى وأرواح الشهداء تعرج في مشهد كوني عمودي الحركة، من هنا جاءت فكرة الثنائية العمودية في التكوين الفني، لتجسد حركتي المعراج والهبوط، الحياة والموت، الألم والرجاء".

ويضيف أن هذا التكوين العمودي الجديد أتاح له ابتكار رؤية تشكيلية معاصرة، تجمع بين التجريب في الشكل والحمولة الرمزية للفكرة، بما يعكس العلاقة الجدلية بين الأرض والسماء، العدم والإحياء.

يصف الفنان السوري معرضه بأنه خطاب بصري وإنساني يوثق جراح السنين وإرادة البقاء، مضيفاً: "أردت من خلال (أعمدة إلى السماء) أن أخلق جسراً بين الأمل واليأس، الأرض والسماء، الفن والذاكرة، هذه اللوحات ليست مجرد توثيق للدمار، بل محاولة لرسم الطريق نحو النور، مهما طال الليل".

ويعتبر الشبيب أن اختيار الرياض لاحتضان المعرض يحمل دلالة ثقافية وإنسانية عميقة، قائلاً: "فتحت السعودية أبوابها أمام الإبداع السوري، لتغدو منصة يلتقي فيها الفن العربي على قاعدة الاحترام والإخاء".

نبذة عن الفنان التشكيلي الدكتور محمد الشبيب:

الدكتور محمد الشبيب فنان تشكيلي وأكاديمي سوري، من مواليد عام 1970، حاصل على دكتوراه في فلسفة الفن من جامعة دمشق. يشغل عضوية الهيئة التدريسية في الجامعة العربية الدولية الخاصة (AIU) في سوريا منذ عام 2010، وشغل منصب نائب عميد كلية الفنون فيها لمدة ثماني سنوات. سبق له التدريس في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق بين عامي 2010 و2012. له أبحاث علمية تتناول أثر المنمنمات الإسلامية على الفن الحديث، وشارك في العديد من المعارض الجماعية داخل سوريا وخارجها منذ عام 1994، أبرزها: معارض اتحاد الفنانين التشكيليين في دمشق وحلب، ومعارض في بيروت، وعمّان، والقاهرة، ووارسو، والرياض، إضافة إلى معارض مشتركة في غاليري نايلا وصالة خزامى في الرياض. أما معارضه الفردية فأقامها في صالة السيد للفنون بدمشق وغاليري حمورابي بعمّان، إضافة إلى معرض فردي في غاليري بيكاسو بدبي هذا العام. ويعد الشبيب من الفنانين السوريين الذين جمعوا بين التجربة الأكاديمية والرؤية الفلسفية للفن التشكيلي العربي المعاصر.

مشاركة المقال: