الجمعة, 14 نوفمبر 2025 08:42 AM

وزير الدفاع الألماني ينتقد النقد المفرط للجيش ويكشف عن خطط لتحديثه

وزير الدفاع الألماني ينتقد النقد المفرط للجيش ويكشف عن خطط لتحديثه

في مقابلة مع القناة الثانية الألمانية (ZDF)، أعرب وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن استيائه من الانتقادات الموجهة للجيش الألماني. وأشار إلى أن الجيش يقوم بمهام دولية معقدة ويظهر قدرات عالية على الانتشار السريع، مستشهداً بمشاركة القوات الألمانية في مكافحة الطائرات المسيرة في الدنمارك وبلجيكا.

وقال بيستوريوس: "ما ألاحظه دائماً، وأنا أسافر كثيراً، هو أنه لا يوجد بلد ينتقد جيشه الوطني بهذا الشكل كما يحدث في ألمانيا"، واصفاً ذلك بأنه "ظاهرة ألمانية خالصة"، ومؤكداً أن الجيش "أفضل بكثير مما يُشاع عنه".

ورفض الوزير الإفصاح عن تفاصيل المفاوضات الجارية بشأن إصلاح الخدمة العسكرية الإلزامية، لكنه أعرب عن تفاؤله بالتوصل إلى "حل وسط جيد" خلال أيام. وكان مشروع قانون الخدمة العسكرية الجديد قد أحيل إلى البرلمان منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي بصيغته التي أقرها مجلس الوزراء بعد جدل طويل داخل الائتلاف الحاكم بين التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي. ولا يزال المشروع محل خلاف بين الطرفين، ومن المنتظر أن يدخل القانون حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.

بالتوازي مع الجدل حول صورة الجيش، كشفت وثيقة من وزارة المالية الألمانية أن الحكومة تخطط لتخصيص نحو 19 مليار يورو لتزويد الجنود بملابس ومعدات شخصية جديدة حتى عام 2034، إلى جانب 7.5 مليار يورو لشراء مركبات مدرعة بعجلات حتى عام 2037. وتهدف الخطة إلى دعم هدف الحكومة المتمثل في رفع عدد أفراد الجيش إلى 460 ألف جندي بحلول منتصف الثلاثينيات، مقارنة بـ280 ألفاً حالياً.

وتأتي هذه الاستثمارات ضمن استراتيجية المستشار فريدريش ميرتس لإعادة بناء الجيش الألماني "غير المجهّز بشكل كافٍ"، عبر استثناء الإنفاق الدفاعي من قيود الديون الدستورية وفقاً لوثائق الميزانية التي اطّلعت عليها وكالة رويترز، سيبلغ إجمالي الإنفاق الدفاعي الألماني عام 2026 نحو 117.2 مليار يورو، بما في ذلك الصناديق الخاصة، ما يعادل 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي وهي نسبة تتجاوز الحد الأدنى الذي يطالب به حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثّل تحوّلاً جذرياً في العقيدة الدفاعية الألمانية، بعد عقود من الحذر العسكري منذ الحرب العالمية الثانية، وتأتي استجابة لضغوط داخل الناتو لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية في مواجهة التحديات الروسية والإقليمية. (DW)

مشاركة المقال: