الأربعاء, 12 نوفمبر 2025 07:49 PM

أزمة البطالة تخنق خريجي حمص: غياب الفرص يدفع الشباب نحو الهجرة أو وظائف غير متخصصة

أزمة البطالة تخنق خريجي حمص: غياب الفرص يدفع الشباب نحو الهجرة أو وظائف غير متخصصة

تشهد محافظة حمص تفاقمًا ملحوظًا في معدلات البطالة، لا سيما بين صفوف الخريجين الجامعيين، وذلك في ظل نقص حاد في مشاريع التوظيف والاستثمارات الحقيقية. هذا الوضع يدفع الآلاف من الشباب إلى دائرة من اليأس، والبحث عن حلول صعبة، بما في ذلك الهجرة أو الانخراط في القطاعات الأمنية أو وظائف لا تتناسب مع تخصصاتهم.

فرص وهمية ووعود كاذبة

يؤكد إبراهيم ياسين، أحد سكان حمص، أن البطالة تتزايد بشكل كبير، ويعزو السبب الرئيسي إلى غياب مشاريع التشغيل والاستثمارات الكبيرة. ويوضح في حديث لمنصة إخبارية، أن "معظم المنظمات التي تعلن عن فرص عمل لا تقدم وظائف حقيقية، بل تنشر إعلانات وهمية، وعند التواصل معها يتضح أنها لا تبحث فعليًا عن موظفين جدد". هذه الممارسات تزيد من إحباط الشباب، خاصة وأن معظم هؤلاء الخريجين يعيلون أسرًا. ويشير ياسين إلى أن "معظم أصحاب الشهادات الذين أعرفهم متزوجون ويعيلون أسرًا، ودخل بعضهم لا يتجاوز 70 دولارًا شهريًا"، مما يجعلهم يعيشون تحت خط الفقر في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.

جيل منقسم في مواجهة الأزمة

تنعكس تداعيات البطالة على فئتين عمريتين بشكل واضح:

  • الفئة الشابة (18-24 عامًا): تتجه بشكل مكثف نحو التطوع في قوى الأمن أو وزارة الدفاع، كحل سريع لتأمين دخل ثابت وتأمين اجتماعي، على الرغم من أن هذا الخيار غالبًا لا يعتمد على رغبة مهنية أو تخصصية.
  • الفئة الأكبر (27 عامًا فما فوق): وهي الأكثر تضررًا، خاصة من خريجي الجامعات وأصحاب المؤهلات العليا، الذين يضطرون للعمل في مهن بعيدة تمامًا عن تخصصاتهم، مثل العمل في معمل بلوك أو محل خضروات أو بقالة صغيرة، وفقًا لياسين.

هذا الواقع يخلق حالة من الإحباط واليأس، بسبب شعورهم بتهميش الجهات المعنية، التي تفتقر، وفقًا لتقييمه، إلى خطة أو حلول حقيقية.

آمال معلقة على استثمارات مرتقبة

في المقابل، يبدي محمود أبو البراء، من ريف حمص، تفاؤلًا حذرًا، حيث يرى أن "فرص العمل لأصحاب الشهادات لم تفتح بعد، ولكن من المتوقع أن تشهد المنطقة استثمارات جديدة بحلول مطلع العام القادم"، مما قد يوفر فرص عمل مناسبة لهذه الفئة. ويضيف أبو البراء في حديث لمنصة إخبارية، أن "الأمر بحاجة إلى تنظيم أكبر"، مشيرًا إلى أن الكثير من الشباب ما زالوا ينتظرون فرصة عمل تليق بمؤهلاتهم، في حين يلتحق آخرون بالخدمة التطوعية في الجيش أو قوى الأمن كحل مؤقت. ويعرب عن تفاؤله بإمكانية توفير فرص عمل تتناسب مع الجميع مع بداية العام المقبل، لكنه لا يقدم تفاصيل عن طبيعة أو حجم هذه الاستثمارات أو الجهات الراعية لها.

وتتعالى الأصوات من نسبة كبيرة من الأهالي، للتحذير من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيجعل الهجرة والانخراط القسري في قطاعات غير متخصصة الخيارين الوحيدين لفئة واسعة من الشباب المتعلم، مما يهدد بخسارة رأس المال البشري والاستقرار الاجتماعي والوطني على المدى المتوسط والبعيد.

مشاركة المقال: