يعاني سكان حارة مدرسة معاوية، الواقعة في قلب مدينة الرقة، من أزمة خدمية مستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات، حيث لا يزال الحي محرومًا من التيار الكهربائي النظامي رغم مرور سنوات على تحرير المدينة.
هذا الانقطاع المزمن للكهرباء أجبر الأهالي على الاعتماد بشكل كامل على مولدات الأمبيرات الخاصة، الأمر الذي يفرض عليهم تكاليف باهظة مقابل ساعات تشغيل محدودة لا تتجاوز ست ساعات يوميًا.
وفي تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أوضح محمد العلي، أحد سكان الحي: "لا نفهم سبب استمرار اعتمادنا على المولدات رغم موقعنا في قلب المدينة. تكلفة الاشتراك للأمبير الواحد تصل إلى 12 ألف ليرة أسبوعيًا، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة لنا، مع العلم أن كل منزل يحتاج على الأقل إلى خمسة أمبيرات لتشغيل الأجهزة الكهربائية الأساسية."
كما عبرت إحدى السيدات من سكان الحي في حديثها لـ سوريا 24 عن معاناتها قائلة: "نعاني من التكاليف الباهظة للمولدات، والتي بالكاد تكفي لتشغيل بعض الأجهزة المنزلية الضرورية. لو توفرت الكهرباء النظامية لخففت عنا الأعباء المادية بشكل كبير، وربما تمكن البعض من الاستغناء عن الأمبيرات كليًا في ظل ضعف القدرة المعيشية."
من جهته، برّر مصدر مسؤول في لجنة الكهرباء، في تصريح لـ سوريا 24، أسباب التأخر في إعادة التيار الكهربائي إلى الحي قائلاً: "نحن ندرك تمامًا معاناة أهالي حي مدرسة معاوية، وقد بُذلت جهود كبيرة لإعادة تأهيل شبكات الكهرباء في مدينة الرقة. إلا أن الحي يعاني من دمار شبه كامل في بنيته التحتية، وهناك تحديات كبيرة تتطلب وقتًا وتمويلاً ضخمًا لإعادة البناء. نحن نعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية ونسعى جاهدين لاستكمال مشاريع الربط لتأمين الكهرباء النظامية في أقرب وقت ممكن."
وعلى الرغم من هذه الوعود، لا يزال السكان يعبرون عن استيائهم الشديد من استمرار الأزمة، مطالبين بإيجاد حلول عملية تنهي اعتمادهم المكلف وغير المستقر على المولدات الخاصة. ويؤكد الأهالي أن توفير الكهرباء النظامية يمثل حقًا أساسيًا يجب أن يحظى بالأولوية القصوى ضمن جهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في المنطقة.