تمكن فريق من مشروع "CETI" أو مبادرة ترجمة الحيتانيات الأمريكي، من تحقيق اختراق علمي كبير، حيث نجحوا في فك شيفرة لغة معقدة تستخدمها حيتان العنبر للتواصل فيما بينها في أعماق المحيطات. تشير النتائج إلى أن هذه الثدييات البحرية تصدر أنماط نقر صوتية تشبه إلى حد ما شيفرة مورس، ولكنها تعمل بآلية فريدة تعتمد على قواعد وحروف متحركة تضاهي الكلام البشري.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، قام الباحثون بتثبيت ميكروفونات صغيرة على 15 حوتًا لتسجيل نقراتها المميزة. وقد تمكنوا من رصد ما يقرب من 4000 علامة صوتية واضحة بين الإناث وصغارها، مع التركيز بشكل خاص على التحكم الدقيق في توقيت النقر، ودرجة الصوت، وطول النغمات. هذه الملاحظات تشير بقوة إلى قدرة الحيتان على التعبير عن كلمات وأفكار محددة.
وكشفت الدراسة أن الحيتان تستخدم نوعين رئيسيين من الحروف المتحركة المشابهة للصوتين "A" و"I". وتنتج هذه النقرات إيقاعات موسيقية تساعدها على التواصل بفعالية، سواء للتحية، أو للبقاء على اتصال أثناء الغوص العميق، أو لتنسيق تحركات المجموعة تحت الماء.
وأكد الباحثون أن الحيتان تتحكم عن قصد في جودة الصوت وطوله وتوقيته، مما يعكس وجود لغة منظمة ومعقدة تشبه إلى حد كبير اللغة البشرية. وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها رصد استخدام كائن غير بشري للحروف المتحركة والقواعد النحوية بطريقة مشابهة للبشر.
ويعتبر هذا الاكتشاف بمثابة امتداد للأبحاث السابقة التي أظهرت ذكاءً معقدًا بين الحيتان، مثل تشكيل حلقات فقاعية تحت الماء والتحكم في صندوق صوت فريد لإنتاج نغمات معقدة. هذا الاكتشاف يجعل دراسة اتصالات الحيتان باستخدام الذكاء الاصطناعي نافذة لفهم لغات الكائنات البحرية بشكل أعمق.