لندن-سانا: كشف فريق من علماء الآثار عن وجود حلقة ضخمة من الحفر بالقرب من موقع ستونهنج الشهير، وهو اكتشاف يُعتبر الأكبر من نوعه في بريطانيا لما قبل التاريخ.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، تتكون الحلقة من أكثر من 20 حفرة، يصل عمق بعضها إلى 10 أمتار، وتمتد على شكل قوس يزيد طوله عن ميل. تحيط هذه الحفر بموقعي "دورينجتون وولز" و"وود هينج" شمال شرق ستونهنج.
الدراسة الجديدة، بقيادة البروفيسور فينسنت غافني من جامعة برادفورد، أكدت أن هذه الحفر من صنع الإنسان قبل حوالي 4500 عام، وذلك باستخدام تقنيات علمية متطورة. شملت هذه التقنيات التصوير المقطعي للمقاومة الكهربائية، والرادار الأرضي، والتحليل المغناطيسي، بالإضافة إلى فحوص التربة بتقنية التألق المحفز بصرياً وتقنية الحمض النووي القديم (sedDNA). وكشفت هذه الفحوص عن طبقات ترسب متطابقة تعود إلى العصر الحجري الحديث.
أظهرت التحاليل وجود حمض نووي لأغنام وأبقار داخل الرواسب، مما يشير إلى أن المنطقة كانت مأهولة ومستخدمة زراعياً. ويؤكد هذا الاكتشاف أن بناء هذه الحلقات كان مشروعاً بشرياً ضخماً يتطلب تخطيطاً وتنظيماً دقيقين.
يرى الباحثون أن الانتظام الشبه دائري المثالي لتوزيع الحفر يدل على أن سكان بريطانيا القدامى امتلكوا نظاماً للعد ورسم القياسات، وهو ما قد يمثل أقدم دليل على القدرة الحسابية في العصر الحجري الحديث.
يُذكر أن موقع ستونهنج يعتبر من أشهر المعالم الأثرية في العالم، ويعود تاريخه إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد.