الجمعة, 14 نوفمبر 2025 02:35 PM

السجاد السوري: تشكيلة واسعة في الأسواق رغم تحديات الأسعار

السجاد السوري: تشكيلة واسعة في الأسواق رغم تحديات الأسعار

دمشق-سانا: يشهد سوق السجاد في سوريا هذا العام وفرة وتنوعاً كبيراً في المعروض، وذلك بعد السماح باستيراد العديد من المنتجات، مما أتاح للمستهلكين خيارات متنوعة من السجاد الصناعي والطبيعي، المحلي والمستورد، لتلبية مختلف الأذواق والميزانيات.

يؤكد عدد من الصناعيين والحرفيين أن صناعة السجاد ما زالت تحافظ على مكانتها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، فهي جزء من الهوية الثقافية ومصدر مهم لفرص العمل. ويشددون على أهمية استقرار الأسعار، دعم الورشات المحلية، وتأمين المواد الأولية بأسعار مناسبة لضمان استمرار هذه الصناعة التي تركت بصمة فنية واقتصادية واضحة في الأسواق السورية على مر العقود.

تنوع الخيوط وتأثيرها على السعر

أوضح محمد أحمد من شركة صيدا للسجاد في تصريح لـ سانا أن الخيوط المستخدمة في إنتاج السجاد الصناعي تتنوع بين "الهتسيت" و"البولي بروبولين" و"الأكريليك"، مع الاعتماد أحياناً على خيوط مستوردة من دول مثل تركيا. وأشار إلى أن السجاد السوري يتميز بالجودة العالية، والألوان الجذابة، والتصاميم المتنوعة.

وأضاف أن أسعار المتر المربع من السجاد تختلف حسب النوعية والخامة وعدد الغرز، حيث يتراوح سعر المتر للسجاد المحلي بين 75 ألف و375 ألف ليرة سورية، بينما يبدأ سعر المتر للسجاد المستورد، بما في ذلك السجاد التركي، من 240 ألف ليرة ويصل إلى 420 ألف ليرة.

أصحاب المحال وحركة السوق

ذكر علي الحسن، صاحب أحد المحال في دمشق، أن أسعار السجاد تختلف حسب نوع الخيط، حيث يبلغ سعر المتر من خيط البوليستر حوالي 200 ليرة، والهيدسيت 300 ليرة، والأكريليك 400 ليرة، بينما يعتبر الصوف الطبيعي الأغلى بسعر 550 ليرة للمتر، نظراً لمقاومته للحريق وجودته العالية. وأكد أن الإقبال على الشراء جيد، وأن المبيعات تتركز داخل السوق المحلية.

من جهته، يشير خالد الزين، صاحب ورشة صغيرة، إلى أن الحرفيين يعانون من تقلبات أسعار الخيوط المستوردة، مما يؤثر بشكل مباشر على الأسعار النهائية. ودعا إلى دعم الصناعة المحلية وتشجيع إنتاج الخيوط داخل سوريا لتخفيف التكاليف وضمان استقرار السوق.

الأسعار مرتفعة

يرى أحمد درويش، موظف من دمشق، أن أسعار السجاد أصبحت مرتفعة مقارنة بالدخل الشهري، مما يجعل تجديد السجاد في المنزل أمراً مؤجلاً للكثير من الأسر، مبيناً أنه اضطر إلى إصلاح القطع القديمة بدلاً من شراء جديدة.

أما سمر خليل، وهي ربة منزل، فتقول إن الأسعار تتفاوت بين نوع وآخر، لكن السجاد المحلي يبقى مقبولاً من حيث الجودة والسعر مقارنة بالمستورد، مشيرة إلى أن الألوان الجديدة والتصاميم العصرية تزيد من الإقبال رغم غلاء الأسعار.

تعود صناعة السجاد في سوريا إلى آلاف السنين، حيث ازدهرت في مدن حلب ودمشق وحماة وإدلب، معتمدة على الأنوال اليدوية والصوف الطبيعي والأصبغة النباتية لتقديم قطعاً مزخرفة عرفت عالمياً بجودتها وفنيتها. واستمرت هذه الحرفة عبر الأجيال محافظة على مكانتها التراثية والاقتصادية رغم دخول الآلات الحديثة وارتفاع تكاليف الإنتاج، لتبقى رمزاً من رموز الهوية السورية وحاضرة في الأسواق المحلية والخارجية.

مشاركة المقال: