الإثنين, 10 نوفمبر 2025 01:05 AM

انفراجة في حلب: الكهرباء تعود لأكثر من 20 ساعة يومياً بعد 14 عاماً من الانقطاع

انفراجة في حلب: الكهرباء تعود لأكثر من 20 ساعة يومياً بعد 14 عاماً من الانقطاع

تشهد مدينة حلب تحسناً ملحوظاً في وضع الكهرباء خلال الأيام الأخيرة، حيث وصلت مدة التوصيل اليومي إلى ما بين 12 و20 ساعة متواصلة في معظم الأحياء الغربية من المدينة. وتعتبر هذه السابقة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من أربعة عشر عاماً، مما انعكس إيجاباً على حياة السكان وأثار حالة من الارتياح الحذر، خوفاً من أن يكون هذا التحسن مؤقتاً.

أكد عدد من المواطنين لمنصة سوريا 24 أن وضع الكهرباء قد تحسن بالفعل، مع وجود تفاوت بين الأحياء. وأوضح أبو محمد، من سكان منطقة جامع الرحمن قرب السبيل، أن الكهرباء وصلت إلى بعض المناطق لنحو 20 ساعة، لكن هذا لا يشمل المدينة بأكملها. وأشار إلى أن التيار الكهربائي يتوفر في منطقته نحو 12 إلى 13 ساعة يومياً، خاصة أيام الجمعة والسبت بسبب توقف المنطقة الصناعية، مما يسمح بتحويل التغذية إلى باقي الأحياء. وأكد أن التحسن واضح ولكنه لم يشمل المدينة بأكملها بعد.

من جهته، أكد يوسف السعدي، من مخيم النيرب، أن التحسن في منطقته كان "فوق التوقعات"، حيث وصلت الكهرباء لأكثر من 20 ساعة متواصلة، وأحياناً لا تنقطع إلا لفترات قصيرة. وأوضح أن التحسن شمل أيضاً ضيعة النيرب وجبرين والمالكية، مشدداً على أن الوضع الحالي لم تشهده المنطقة منذ سنوات طويلة.

بدورها، رأت رحاب، وهي موظفة من حي حلب الجديدة، أن التحسن في التيار الكهربائي خلال اليومين الماضيين كان ملحوظاً، حيث تصل الكهرباء من الظهر حتى الساعة الثامنة مساءً، ثم تعود بعد منتصف الليل حتى الصباح. وحذرت من أن استمرار الوضع قد يترافق مع ارتفاع في الأسعار، مشيرة إلى أن تحسن الكهرباء أمر جيد، لكنه يجب أن يتناسب مع مستوى الرواتب.

واعتبر عدد من سكان المدينة أن التحسن الحالي فرصة للتخلص من الأمبيرات. وقال أسامة، من حي الخالدية، إن الوضع الحالي يُعد فرصة للتخلص من عبء الأمبيرات، لافتاً إلى أن الكهرباء ممتازة حالياً، ويتمنى أن تبقى على هذا النحو. وأكد استعداد الأهالي لدفع مبالغ إضافية مقابل استقرار التغذية النظامية، لأنها أقل كلفة وإزعاجاً من اشتراكات الأمبيرات.

في المقابل، اشتكى عبدو جمعة، من حي الفردوس، من غياب شبه تام للتيار الكهربائي في منطقته، موضحاً أن الحي محروم من الكهرباء النظامية منذ ثماني سنوات، ويعتمد السكان على الأمبيرات الخاصة، حيث يدفع نحو خمسين ألف ليرة أسبوعياً، من دون أي تعويض في حال تعطل المولدة. وطالب أن تشملهم التغذية الكهربائية أسوة ببقية الأحياء.

ورأى عدد من الأهالي أن التحسن الأخير يطرح تساؤلات حول مدى استمراره، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الطلب على الطاقة. لكنهم أكدوا أن ما شهدته المدينة خلال الأيام الماضية يشكل إشارة أمل بعودة الحياة الطبيعية تدريجياً إلى حلب بعد سنوات طويلة من المعاناة مع الانقطاعات المستمرة.

حاول موقع سوريا 24 التواصل مع مديرية مؤسسة الكهرباء في حلب للاستيضاح عن أسباب الزيادة في ساعات وصل الكهرباء في معظم الأحياء وتقليل ساعات التقنين الطويلة، لكنها لم تتلقَّ أي رد حتى موعد نشر التقرير.

مشاركة المقال: