في أعقاب التوغل الإسرائيلي في بلدة بيت جن، والذي خلف 13 شهيداً و24 مصاباً، تصاعدت الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة. التقى الرئيس السوري بالمبعوث الأمريكي الخاص وسط إدانات عربية ودولية واسعة النطاق.
في سياق ردود الفعل على القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، زار وفد من وزارة الخارجية والمغتربين برئاسة محمد طه الأحمد، يرافقه عدد من السفراء والدبلوماسيين العرب، البلدة لتقديم واجب العزاء لأهالي الضحايا. ووصف محمد الأحمد، مدير إدارة الشؤون العربية في الخارجية السورية، زيارة الوفود العربية بأنها "تطور مهم في مساندة الشعب السوري"، مؤكداً أن الوزارة "تتابع عبر تحركات دبلوماسية على المستوى الدولي الضغط على الاحتلال الإسرائيلي".
إدانات دولية وقلق أمريكي
أثارت الحادثة موجة من الإدانات، حيث أعربت كل من بلجيكا واليابان عن "قلقهما البالغ" إزاء التوغلات الإسرائيلية المتكررة والخسائر في الأرواح المدنية، مؤكدتين على ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وعلى الصعيد الأمريكي، كشف موقع "أكسيوس" أن العملية الإسرائيلية "جاءت مفاجئة لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب"، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تخطر الجانب السوري عبر قنوات التنسيق العسكرية. ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن المبعوث الخاص توماس باراك أجرى "محادثات صعبة" مع نظرائه الإسرائيليين محذراً من أن مثل هذه التصرفات "قد تقوض التقدم" في المساعي نحو ترتيب أمني جديد بين سوريا وإسرائيل.
في تطور دبلوماسي لافت، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك في العاصمة دمشق. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية أن اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية أسعد الشيباني، بحث "المستجدات الأخيرة في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك". ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب زيارة باراك إلى العراق، حيث التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
تحويل الأزمة إلى حوار دبلوماسي
يرى مسؤولون سوريون، كمدير إدارة الشؤون العربية محمد الأحمد، أن سياسة إسرائيل "تقوم على المزيد من التدخلات لخلق حالة من عدم الاستقرار في سوريا ومنع الإدارة الجديدة من التقدم". كما أشار الأحمد إلى أن "الإدارة الأمريكية تضغط على الجانب الإسرائيلي ليكون صادقاً في محادثاته مع الجانب السوري". وتُظهر التصريحات البلجيكية واليابانية والتحذيرات الأمريكية التي نقلها موقع "أكسيوس" قلقاً متصاعداً من أن الأعمال الأحادية قد تعيد المنطقة إلى دوامة عدم الاستقرار وتقوض الجهود الدبلوماسية الجارية. كما يعكس استقبال الرئيس الشرع للمبعوث الأمريكي مباشرة بعد الحادثة، إلى جانب الزيارات الدبلوماسية العربية للتضامن، حرص دمشق على تحويل الأزمة إلى حوار دبلوماسي مكثف على أكثر من مستوى، في وقت تسعى فيه لتعزيز علاقاتها الدولية بعد سنوات من العزلة.