الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 08:00 AM

بعد مواجهة بيت جن: مستقبل العلاقة المتوترة بين تل أبيب ودمشق على المحك

بعد مواجهة بيت جن: مستقبل العلاقة المتوترة بين تل أبيب ودمشق على المحك

شبكة أخبار سوريا والعالم/ فتح الاشتباك الذي وقع الأسبوع الماضي في قرية ​بيت جن​ السورية، الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل الأوضاع، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع ​إسرائيل​. تصر ​إسرائيل​ على التعامل مع هذه العلاقة من منطلق حرية الحركة وفق مصالحها، وترفض أي حق في المقاومة، مما أدى إلى رفضها أي اتفاق أمني جديد مع ​السلطة الانتقالية​ في دمشق، رغم المساعي الأميركية في هذا الاتجاه.

هذا السلوك الإسرائيلي ظهر منذ سقوط النظام السابق، حيث وسعت ​إسرائيل​ دائرة اعتداءاتها، بالرغم من الرسائل الإيجابية التي أرسلتها دمشق، ليس فقط لعدم رغبتها في الحرب، بل أيضاً لطرح إمكانية التعاون في مواجهة "الأخطار" المشتركة. وقد عقدت لقاءات برعاية الولايات المتحدة بين الجانبين.

بعد اشتباك بيت جن، أشار الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى أن "إسرائيل كانت من بين الدول الأكثر قلقاً من استعادة الدولة السورية لسيادتها"، معتبراً أن "ما قامت به من خطوات متقدمة جاء نتيجة اعتقاد خاطئ بإمكانية حماية واقع ما داخل سوريا". وأضاف أن "الاعتقاد بأنها قادرة على اقتطاع الجنوب السوري أو السيطرة على السويداء مستحيل تماماً، في ظل الظروف الحالية التي تمر بها بعد حرب غزة وتبعاتها".

في هذا السياق، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أن السؤال الأساسي يتعلق بتوجهات إسرائيل بعد ما حصل، ليس فقط على المستوى العملي حيث عاد الحديث عن إمكانية الاعتماد على الضربات الجوية، بل أيضاً على المستوى الاستراتيجي، أي كيفية التعامل مع السلطة الانتقالية في دمشق، في ظل التساؤلات المطروحة حول هويتها.

تؤكد المصادر نفسها وجود احتمالات عدة، أبرزها العودة إلى البحث عن اتفاق أمني مع دمشق، رغم صعوبة ذلك في ظل سقف المطالب المطروح، أو التركيز على إضعاف السلطة الانتقالية من خلال دعم الدعوات التقسيمية، مستغلة المشاكل التي تواجهها مع مختلف المكونات الطائفية والعرقية.

في المقابل، ترى المصادر أنه لا يمكن تجاهل التحديات التي تواجه السلطة الانتقالية في دمشق، التي لا تستطيع الاعتماد على الدعم الخارجي من بعض الحلفاء، خوفاً من الصدام العسكري مع تل أبيب، ولا تستطيع البقاء في موقع المتفرج، مما يشجع إسرائيل على التمادي في الخروقات. لذلك، يبقى أمامها طريق واحد هو السعي إلى تحسين الواقع الداخلي.

تطرح المصادر تساؤلات حول قدرة دمشق على تحقيق ذلك، أي البحث عن حلول لتحصين الواقع الداخلي، في ظل العلاقة الملتبسة مع "​قوات سوريا الديمقراطية​"، والتوترات مع باقي المكونات، لا سيما الدروز والعلويين، نتيجة لسلوك السلطة وخطابات المجموعة المؤيدة لها.

في المحصلة، تشدد المصادر على أن اشتباك بيت جن هو جزء من علاقة ملتبسة، تؤكد أن سوريا لا تزال ساحة مفتوحة على الاحتمالات، في ظل تداخل العوامل الداخلية والخارجية. وتبقى المعضلة في الأوضاع المحلية، التي لم تنجح السلطة الانتقالية في إيجاد العلاج اللازم لها.

المصدر- النشرة

مشاركة المقال: