عمّان، الأردن (CNN) – كشفت لاجئة سورية تدعى خلود محمد، تبلغ من العمر 37 عامًا وتقيم مع عائلتها في محافظة المفرق شمال الأردن، عن الصعوبات التي تواجههم. يأتي ذلك في وقت أكدت فيه CNN تراجع أعداد المغادرين طوعًا من الأردن إلى بلدهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
تعيش خلود مع عائلتها في منزل مستأجر في المفرق، وتواجه صعوبات معيشية يومية بسبب الدخل المتقطع لزوجها من الأعمال الحرة. الأوضاع المعيشية الصعبة تحول دون عودتهم إلى الغوطة الشرقية، حيث فقدوا منزلهم وفرص العمل.
تقول خلود، وهي أم لولدين وبنت، لموقع CNN بالعربية: "نحلم بالعودة إلى بلدنا، لكن الظروف المادية ليست مهيأة. ليس لدينا منزل هناك ولا نستطيع ادخار المال. ابني في الثانوية العامة ولم نتمكن من إلحاقه بالدراسة بسبب التكاليف المرتفعة للدروس الخصوصية."
على الرغم من التحاق ابنتها بالصف الثامن وابنها الأصغر بالصف الأول، ترى خلود أن العائق المادي وعدم استقرار الأوضاع في سوريا هما السببان الرئيسيان لعدم العودة.
وتضيف: "انتقلنا بين 12 منزلاً مستأجرًا بحثًا عن الأقل إيجارًا. واليوم، خفّض صاحب المنزل الإيجار بسبب عودة عدد من اللاجئين من 140 دينارًا شهريًا إلى 130 دينارًا. لا نعرف متى سنتمكن من العودة إلى سوريا. لا أستطيع المغامرة والعودة الآن، بيتنا قد نُهب ولا عمل لزوجي، ومستقبلنا مجهول."
من جانبها، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن دعمها لعودة اللاجئين "الطوعية" إلى بلادهم، مؤكدة عودة مليون سوري من خارج سوريا منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 وحتى سبتمبر/ أيلول 2025. كما كشفت المفوضية عن استطلاع يفيد بأن 80% من اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان ومصر والعراق يرغبون في العودة إلى ديارهم "يومًا ما".
أكد المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين يوسف طه من عمّان لموقع CNN بالعربية، تراجع أعداد السوريين العائدين من الأردن إلى سوريا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وقال إن شهر أغسطس/آب شهد عودة 19 ألف لاجئ، فيما عاد في سبتمبر/أيلول 15 ألف لاجئ. وفي أكتوبر/تشرين الأول، تقلص العدد إلى 12 ألف لاجئ.
عاد من الأردن إلى سوريا حتى أوائل أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري 2025، قرابة 160 ألف لاجئ سوري. ويرتبط تراجع هذه الأعداد بأسباب مثل بدء الفصل الدراسي ودخول فصل الشتاء، والأوضاع السياسية والأمنية في سوريا.
وأضاف طه: "نلاحظ بأن العدد يتراجع بشكل منتظم نوعًا ما. السبب الرئيسي يعود لبدء الفصل الدراسي، وحاليًا هناك من لا يرغب بالعودة بسبب فصل الشتاء والأطفال، بالإضافة إلى عدم توفر مسكن وفرص العمل، وخدمات البنية التحتية (الكهرباء والماء)."