الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 12:30 PM

تفاصيل جديدة حول عملية بيت جن: واشنطن تعرب عن قلقها وإسرائيل تتهم سوريا

تفاصيل جديدة حول عملية بيت جن: واشنطن تعرب عن قلقها وإسرائيل تتهم سوريا

كشف مسؤولون أمريكيون أن البيت الأبيض لم يتم إبلاغه مسبقًا بالعملية الإسرائيلية التي نُفذت في بيت جن بريف دمشق في 28 تشرين الثاني الماضي. وأسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 13 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، في بيت جن، بالإضافة إلى إصابة ستة جنود إسرائيليين خلال الاشتباكات.

وذكر المسؤولون أن القصف جاء بعد توغل الجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال عدد من الشبان، مما أدى إلى اشتباكات مع الأهالي. وأضافوا أن إسرائيل لم تحذر سوريا عبر القنوات العسكرية المعتادة، ولم تمنح القوات الأمنية السورية فرصة للتعامل مع المشتبه بهم بشكل منفرد، الأمر الذي أثار غضبًا واسعًا في سوريا بعد سقوط ضحايا مدنيين. وقد كشف المسؤولون هذه التفاصيل لموقع "أكسيوس" الأمريكي اليوم الثلاثاء 2 كانون الأول.

وأعربت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقها من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا إلى زعزعة استقرار البلاد وتقويض الآمال في التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، وفقًا لمسؤولين أمريكيين "كبيرين".

ودعا الرئيس ترامب إسرائيل إلى الحفاظ على "حوار قوي وصادق" مع سوريا، محذرًا من أي خطوات قد "تعرقل تطور سوريا نحو دولة مزدهرة"، وذلك يوم الاثنين 1 كانون الأول. وأجرى المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، ومسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب، محادثات "صعبة" مع نظرائهم الإسرائيليين منذ يوم الجمعة الفائت، محذرين من عواقب هذه التصرفات على استقرار المنطقة.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن "سوريا لا تريد مشاكل مع إسرائيل، هذا ليس لبنان"، مفرقًا بين الضربات الإسرائيلية الأخيرة في البلدين، لكن نتنياهو يرى "أشباحًا في كل مكان"، حسب زعمه. ويحاول المسؤولون إيصال رسالة واضحة إلى نتنياهو بضرورة وقف هذه التصرفات، التي قد تدفعه إلى "تدمير نفسه بنفسه"، وإذا استمر بها سيفقد فرصة دبلوماسية "ضخمة"، وسيحول الحكومة السورية الجديدة إلى "عدو".

وأوضح المسؤولون أن دعم جهود الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لتحقيق الاستقرار في سوريا، وتشجيعه على الانخراط في عملية السلام مع إسرائيل، يشكلان عنصرين أساسيين في استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الأوسط. وأبدوا غضبهم بسبب ما يرون أنه نهج نتنياهو في التعامل مع سوريا، والذي يعتمد على مبدأ "أطلق النار أولًا ثم اطرح الأسئلة لاحقًا".

ترامب راضٍ في سوريا

أشاد الرئيس ترامب بعمل الرئيس الشرع، قائلًا إنه "يعمل بجد لضمان تحقيق نتائج إيجابية" ولتهيئة الظروف لـ"علاقة طويلة ومزدهرة بين سوريا وإسرائيل". وأعرب ترامب عن رضاه إزاء ما وصفه بـ"النتائج التي تحققت في سوريا"، معتبرًا أنها جاءت نتيجة "عمل دؤوب وتصميم ".

وقال ترامب، في منشور على منصة "تروث" الاثنين، 1 من كانون الأول الحالي، إن بلاده "تفعل كل ما بوسعها لضمان استمرار الحكومة السورية في تنفيذ ما هو مطلوب لبناء دولة حقيقية مزدهرة". وأوضح أن قراره السابق بإنهاء "عقوبات قوية وقاسية" ساعد الحكومة السورية "بشكل كبير"، مضيفًا أن هذه الخطوة "قوبلت بتقدير من سوريا وقيادتها وشعبها".

آخر العمليات الإسرائيلية

قُتل 13 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، وأصيب 24 آخرون، جراء قصف الجيش الإسرائيلي بلدة بيت جن بريف دمشق، في 28 من تشرين الثاني الماضي، بينما أصيب ستة من الجنود الإسرائيليين في الاشتباكات. وجاء القصف بعد توغل الجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال عدد من الشبان، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين شبان من أهالي البلدة والجيش الإسرائيلي.

بينما تضاربت الروايات الإسرائيلية حول هوية المنفذين، حيث قالت إسرائيل إن المستهدفين ينتمون إلى الجماعة الإسلامية (حركة لبنانية)، ثم عادت واتهمت الاستخبارات السورية، بالضلوع بالهجمات.

“جريمة حرب” مكتملة الأركان

وزارة الخارجية السورية قالت في بيان، إن سوريا تدين "الاعتداء الإجرامي والسافر" الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة نتيجة تصدي أهالي البلدة للدورية المعتدية وإجبارها على الانسحاب من الأراضي السورية. وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن إقدام قوات الاحتلال عقب فشل توغلها على استهداف بلدة بيت جن بـ"قصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان"، بعد أن ارتكبت القوات الإسرائيلية "مجزرة مروعة" راح ضحيتها أكثر من عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال وتسببت بحركة نزوح كبيرة نتيجة استمرار القصف الهمجي والمتعمد على منازل الآمنين، وفق البيان.

وأدانت عدد من الدول والمنظمات الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، بينها بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وقطر والأردن، وحركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتان وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

مشاركة المقال: