الإثنين, 17 نوفمبر 2025 05:40 AM

تقلبات الطقس تزيد أمراض الجهاز التنفسي: الأطفال الأكثر تضررًا

تقلبات الطقس تزيد أمراض الجهاز التنفسي: الأطفال الأكثر تضررًا

تعيش العائلات فترة حرجة صحيًا، حيث تتزايد أمراض الجهاز التنفسي والحساسية بشكل ملحوظ نتيجة لتأخر هطول الأمطار، والطقس الجاف، والعواصف الغبارية المتكررة، وحالة عدم الاستقرار الجوي. يعتبر قدوم فصل الشتاء، الذي اعتاد عليه الناس، المنقذ الطبيعي الذي ينظف الجو من الملوثات والمواد المثيرة للحساسية.

تشرح ولاء (ربة منزل) معاناتها في هذه الأيام "الجافة"، حيث لا يكاد أحد أبنائها يتعافى حتى يمرض الآخر، وكأنها عدوى. نزلات برد شديدة، تحسس، إنفلونزا، وحرارة عالية، أعراض المرض لا تغادر بيتها منذ عدة أيام. إن التفاوت الكبير بين درجات الحرارة ليلاً ونهاراً، وتأخر هطول الأمطار التي عادةً ما تنظف الأجواء من الغبار، جعلت جميع أفراد المنزل يعانون المرض في هذه الفترات.

تدرك ولاء أن الأمراض تزداد على أبواب فصل الشتاء كما في كل عام، غير أن العام الحالي مختلف كما تقول، إذ ازدادت الأمراض التحسسية وانتشرت الفيروسات مع تغير المناخ وتأخر هطول الأمطار.

من جانبه، يؤكد استشاري طب الأسرة د. سمير بركات لصحيفة "الحرية" أن الحالة الجوية الراهنة وتأخر المطر هما السببان الرئيسان وراء تزايد الحالات التحسسية التي يلاحظها الأطباء هذه الفترة، مشيرًا إلى أن فصل الخريف من أكثر المواسم إزعاجًا للمرضى الذين يعانون من الربو التحسسي المزمن.

ويقول د. بركات: إن المشكلة لا تقتصر على الغبار وحده، بل تتفاقم بسبب موسم الإزهار لبعض النباتات البرية التي تطلق كميات كبيرة من حبوب اللقاح في الهواء، ما يرفع من احتمالية الإصابة بالتحسس الجوي أو زيادة أعراضه عند المصابين سابقًا.

ويضيف: نشاط المزارعين في قطف الزيتون خلال هذه الأسابيع، وخاصة باستخدام طريقة هز الأشجار يؤدي إلى انتشار كميات كبيرة من الغبار الدقيق والجزيئات النباتية في الهواء، ما يجعل التنفس أصعب للأشخاص ذوي الحساسية أو أمراض الصدر.

ويشرح د. بركات أن الفروقات الحرارية الكبيرة بين النهار والليل خلال فصل الخريف تشكل بيئة مثالية لنشاط الفيروسات المسببة لنزلات البرد والالتهابات التنفسية.

ويبين أن هذه التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة تزيد من سرعة انتشار العدوى، وتضعف مقاومة الجسم خاصة مع تأخر الأمطار التي عادة ما تقلل من تركيز الفيروسات وحبوب اللقاح في الاجواء.

وفيما يخص الأطفال أوضح د. بركات أنهم الفئة الأكثر عرضة في هذا الموسم، ففي الروضات والمدارس، وعلى الرغم من كل إجراءات النظافة والوقاية، إلا أن الاختلاط المستمر بينهم يسهل انتقال العدوى التنفسية سواء كانت فيروسية أو تحسسية.

وغالبًا ما يتطور الأمر إلى حالات مزدوجة، إذ تبدأ الإصابة بفيروس بسيط وتنتهي بتحسس مزمن أو التهاب صدري متكرر.

ويشير إلى أن العديد من المرضى يراجعون العيادات هذه الأيام، ويعاني الغالبية من سعال جاف مزمن أو ضيق في التنفس أو تهيج في الأنف والعينين، ليتضح أن السبب ليس فقط عدوى موسمية، بل تحسس متفاقم بسبب الغبار والجفاف.

ويؤكد أن بعض الحالات تتحول إلى نوبات ربو حادة إذا لم تعالج بالشكل الصحيح أو في الوقت المناسب.

ويحذر الاستشاري من التهاون في التعامل مع الأعراض، موضحًا أن كثيرًا من الناس يخلطون بين نزلة البرد العادية والتحسس الصدري، ما يجعلهم يؤخرون زيارة الطبيب ويعتمدون على علاجات منزلية أو أدوية مسكنة لا تعالج السبب الفعلي.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: