الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 03:46 PM

سوريا تعود إلى قلب المتوسط عبر بوابة الاتحاد من أجل المتوسط

سوريا تعود إلى قلب المتوسط عبر بوابة الاتحاد من أجل المتوسط

بعد مرور أكثر من 14 عاماً على تعليق عضويتها، عادت دمشق إلى المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، في خطوة يُنظر إليها على أنها استعادة لسوريا لمكانتها الطبيعية ودورها المؤثر في المنطقة. وحسب مصادر متابعة، لم تكن المشاركة السورية مجرد حضور رمزي، بل كانت رسالة واضحة عن استعداد دمشق للانخراط الفعّال في صياغة السياسات الإقليمية، خاصة في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية في شرق المتوسط.

أشارت مصادر لـ”الوطن” إلى أن هذا الانفتاح يعكس رغبة سوريا في إعادة تعريف علاقاتها الإقليمية على أساس شراكة متوازنة، بعيداً عن أي استقطابات فرضتها الحرب خلال السنوات الماضية. ومن هذا المنطلق، فإن حرص الاتحاد الأوروبي على إشراك سوريا في مداولات التنمية يعزز مسار إعادة تطبيع العلاقات السورية–الأوروبية، ويتيح هذا الانفتاح لدمشق مساحة أكبر للتفاوض حول مصالح مشتركة، ولاسيما في مجالات الطاقة والنقل والمشاريع الاقتصادية الإقليمية.

وترى المصادر أن هذا الأمر سيعيد سوريا “تدريجياً” إلى الحلقات الاقتصادية والسياسية الأوروبية، كما يضع هذا الحضور دمشق في موقع يمكّنها من التأثير بشكل فعّال على صياغة الرؤى المشتركة للمنطقة. وتشكل العودة إلى الاتحاد فرصة حقيقية للاستفادة من المشروعات الإقليمية في مجالات مختلفة، ويمكن للشراكات مع دول شمال وجنوب المتوسط أن تعزز القدرة الوطنية على النهوض باقتصاد سوريا، ودعم برامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

كما تتيح المشاركة الوصول إلى برامج التمويل والدعم الفني، ما يمكّن دمشق من إطلاق مشاريع نوعية تواكب أولويات التنمية الوطنية وتدعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وقد أعاد حضور الوفد السوري تقديم سوريا كدولة منفتحة وملتزمة بالمساهمة الإيجابية في قضايا المنطقة، حيث ركز الخطاب السوري على جعل رؤية الاتحاد الجديدة استجابة عملية لاحتياجات دول الجنوب، وهو ما يعكس انخراطاً واقعياً ومسؤولاً في التعاون الإقليمي.

وتساعد هذه الخطوة على تعزيز الثقة الدولية بقدرة سوريا على بناء شراكات مستدامة وتهيئة الأرضية لعودة العلاقات الطبيعية مع الدول الأخرى على أساس الاحترام والمصالح المشتركة. وفي المحصلة، فإن المشاركة في المنتدى خطوة مهمة لإعادة ترسيخ دور سوريا كجسر بين ضفتي المتوسط، وتحقيق توازن دبلوماسي يسمح لها بالقيام بدور فاعل في المنطقة. كما أن استثمار الفرص التي يتيحها الاتحاد من مشاريع وبرامج تعاون يمكن أن يمهّد الطريق لمرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي والاقتصادي المتكامل، لدعم الاستقرار الداخلي وتعزيز حضور سوريا في المنتديات الإقليمية والدولية، بما يرسخ مسار التعافي ويعزز دورها في صياغة مستقبل المتوسط.

الوطن

مشاركة المقال: