أكد بدران جيا كرد، نائب الرئاسة المشتركة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، الذراع الحوكمية لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أن اللقاء والتفاهمات بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يمثل تأسيسًا لمرحلة جديدة في سوريا. ووصف جيا كرد الموقف الأمريكي بأنه "إيجابي وداعم" لدمج جميع المؤسسات في الدولة السورية.
وفي حوار مع قناة "العربية" السعودية، أوضح جيا كرد أن "الإدارة الذاتية" ستكون قريبًا في دمشق، مشددًا على عدم التراجع عن اتفاق 10 آذار، الموقع بين الرئيس السوري وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي. وأشار إلى وجود تفاهم شفهي مع دمشق حول دمج "قسد" ككتلة وفرق في الجيش السوري، بالإضافة إلى دمج المؤسسات المدنية والخدمية والسياسية في شمال شرقي سوريا.
يذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع عقد لقاءً مغلقًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 10 تشرين الثاني، خلال زيارة وصفت بـ"التاريخية" إلى أمريكا، حيث ناقشا قضايا عدة، بما في ذلك اتفاق 10 آذار. واعتبر جيا كرد تعليق العقوبات الأمريكية خطوة "إيجابية ومهمة"، معربًا عن أمله في استغلالها لإجراء إصلاح سياسي وترسيخ الحوار الوطني. وفيما يتعلق بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وصفه بأنه "خطوة محورية" تخلق مساحات مشتركة مع "قسد".
تأتي تصريحات بدران جيا كرد بعد تصريح مماثل من القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، الذي أكد أن انضمام سوريا إلى "التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية" يمثل "خطوة محورية" نحو تعزيز الجهود المشتركة للقضاء على التنظيم. وأوضح عبدي في منشور عبر حسابه في منصة "إكس" أنه ناقش نتائج اجتماع الرئيس السوري أحمد الشرع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، مؤكدًا التزام "قسد" بتسريع عملية الاندماج في مؤسسات الدولة السورية، وشكر الرئيس الأمريكي على قيادته بشأن الملف السوري ومنح الشعب السوري فرصة للعظمة.
وكشفت مصادر لقناة "العربية" السعودية عن جولة تفاوض مرتقبة بين "قسد" ودمشق عقب عودة الشرع ووزير خارجيته، أسعد الشيباني، من الولايات المتحدة. وأفاد مصدر من "قسد" بترشيح ثلاثة من قادتها العسكريين، هم لقمان خليل وجيا كوباني وجميل كوباني، لتولي مناصب في وزارة الدفاع السورية بعد الاتفاق على ضم "قسد" ككتلة واحدة ضمن الجيش السوري.
وكان مظلوم عبدي قد أشار إلى توصل قواته ودمشق إلى "اتفاق مبدئي" حول قضايا عدة، بما في ذلك وقف شامل لإطلاق النار واستمرار الحوار على مستوى رفيع. وأضاف أنه التقى في دمشق بوزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات، مشيرًا إلى وجود "تفاهم حول مبدأ اللامركزية" في الحكم، وتنسيق شفهي بشأن دمج "قسد" في الجيش السوري، مع رغبة دمشق في الاستفادة من خبرات "قسد". وأكد قبول المقترح الأمريكي بتشكيل قوة مشتركة بين "قسد" والجيش السوري لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".