في مقابلة حصرية، تحدث الشرع مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن تفاصيل زيارته إلى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس دونالد ترامب وأعضاء في الكونغرس.
أوضح الشرع أن الهدف الأهم من الزيارة هو "البدء في بناء علاقة بين سوريا والولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين لم تكن جيدة خلال المئة عام الماضية. وأضاف: "كنا نبحث عن مصالح مشتركة بين الولايات المتحدة وسوريا، ووجدنا أن لدينا الكثير من المصالح المشتركة التي يمكن البناء عليها، مثل المصالح الأمنية والاقتصادية".
وشدد الشرع على أن "استقرار سوريا سيؤثر في استقرار المنطقة بأكملها، وكذلك فإن عدم استقرارها سيؤثر على المنطقة أيضًا. الاستقرار مرتبط بالاقتصاد، والاقتصاد أو التنمية الاقتصادية مرتبط برفع العقوبات". وأشار إلى أن هذا النقاش مستمر منذ عدة أشهر، معرباً عن أمله في التوصل إلى قرار نهائي قريباً.
وفيما يتعلق بقضية أوستن تايس والمفقودين، قال الشرع: "خلال الحرب التي شنّها النظام السابق ضد الشعب السوري، لدينا نحو 250 ألف شخص مفقود — من السوريين المفقودين. ويشمل هذا العدد بعض الأشخاص من جنسيات أخرى، مثل أوستن تايس". وأكد أن الحكومة السورية أنشأت لجنة للمفقودين، وهناك تركيز خاص على الأشخاص الذين يحملون الجنسية الأمريكية وفُقدوا في سوريا، وأنها تنسق مع السلطات الأمريكية بهذا الشأن. وكشف عن لقائه بوالدة أوستن تايس، واصفاً إياها بـ"المرأة العظيمة".
ورداً على سؤال حول ماضيه كمقاتل في سوريا والعراق، قال الشرع: "بادئ ذي بدء، القتال ليس أمرًا معيبًا إذا كان من أجل أهداف نبيلة، وخاصة إذا كنت تدافع عن أرضك وشعبك الذين يعانون من الظلم. أعتقد أن هذا أمر جيد ويستحق التقدير". وأضاف: "لقد خضت حروبًا كثيرة، لكنني لم أتسبب يومًا في مقتل شخص بريء".
وحول العنف الطائفي والأقليات في سوريا، أوضح الشرع أن سوريا "خرجت للتو من حرب شرسة، وكانت تعيش تحت حكم ديكتاتوري ونظام قاسٍ سيطر على البلاد لمدة 60 عامًا". وأكد أن سوريا تمر الآن بمرحلة انتقالية، وأنها تعمل على إعادة بناء الدولة واستعادة القانون وإعادة تأسيسه.
وفيما يتعلق بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، قال الشرع: "لقد خضنا حربًا ضد تنظيم الدولة الإسلامية لمدة عشر سنوات، وفعلنا ذلك دون أي تنسيق مع قوة غربية أو مع أي دولة أخرى. سوريا اليوم قادرة على تحمل هذه المسؤولية".
وبشأن العلاقة مع إسرائيل، قال الشرع: "دخلت سوريا في حرب مع إسرائيل قبل 50 عامًا، ثم في عام 1974 تم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات. استمر هذا الاتفاق لمدة 50 عامًا، لكن عندما سقط النظام، ألغت إسرائيل هذا الاتفاق". وأضاف أن سوريا منخرطة في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وحققت تقدماً جيداً نحو التوصل إلى اتفاق.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، قال الشرع: "نحن بحاجة إلى روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي. نحن بحاجة إلى تصويتها لصالحنا في بعض القضايا، ولدينا مصالح استراتيجية معها".
واختتم الشرع حديثه بالتأكيد على أن سوريا ستظل تحافظ على حقوقها في المطالبة بمحاكمة بشار الأسد.