الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 09:40 PM

نتنياهو يصر على "منطقة عازلة" كشرط أساسي لأي اتفاق مستقبلي مع سوريا

نتنياهو يصر على "منطقة عازلة" كشرط أساسي لأي اتفاق مستقبلي مع سوريا

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تمسك إسرائيل بـ "مبادئها الأساسية" لضمان أمنها القومي، مشيرًا إلى أن التوصل إلى اتفاق مع سوريا ممكن "بالتفاهم والروح الطيبة".

ونقل موقع "i24NEWS" الإسرائيلي عن نتنياهو قوله، اليوم الثلاثاء 2 من كانون الأول، إنه يتوقع من سوريا إقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى جبل الشيخ، بما في ذلك سفوح وقمة جبل الشيخ داخل الأراضي السورية.

وخلال زيارته لمقاتلي اللواء "55" المصابين في العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل في منطقة بيت جن بريف دمشق، الجمعة 28 من تشرين الثاني، أوضح نتنياهو أن إسرائيل ستحتفظ بوجودها في المنطقة العازلة وجبل الشيخ لضمان أمن مواطنيها.

وشدد نتنياهو على إصرار إسرائيل على الدفاع عن البلدات الإسرائيلية قرب الحدود، بما في ذلك الحدود الشمالية، ومنع تموضع الإرهابيين والأعمال المعادية قرب الحدود، وحماية حلفائها الدروز، وضمان بقاء إسرائيل آمنة من أي هجوم بري من المناطق الحدودية.

ويعد هذا التصريح الأول لنتنياهو حول سوريا بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق في 28 من تشرين الثاني الماضي، والتي أسفرت عن 13 قتيلًا و24 جريحًا، إثر اشتباك مجموعة من أهالي البلدة مع دورية تابعة للجيش الإسرائيلي، والذي رد بقصف مدفعي وجوي على البلدة.

وجاء التصريح بعد يوم واحد من دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إسرائيل إلى الحفاظ على "حوار قوي وصادق" مع سوريا، محذرًا من أي خطوات قد "تعرقل تطوّر سوريا نحو دولة مزدهرة".

كما أشاد ترامب بعمل الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قائلًا إنه "يعمل بجد لضمان تحقيق نتائج إيجابية" ولتهيئة الظروف لـ "علاقة طويلة ومزدهرة بين سوريا وإسرائيل". واعتبر ترامب أن التطورات الحالية تمثل "فرصة تاريخية" تُضاف إلى ما وصفه بـ "النجاحات المحققة في مسار السلام في الشرق الأوسط".

قلق أمريكي

أعربت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن قلقها من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا إلى زعزعة استقرار البلاد، وتقويض الآمال في التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان "كبيران" لموقع "أكسيوس" اليوم، الثلاثاء 2 من كانون الأول.

وأفاد المسؤولون الأمريكيون أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، ومسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أجروا منذ يوم الجمعة الماضي محادثات "صعبة" مع نظرائهم الإسرائيليين، محذرين من عواقب مثل هذه التصرفات على استقرار المنطقة.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن "سوريا لا تريد مشكلات مع إسرائيل، هذا ليس لبنان"، مُفرّقًا بين الضربات الإسرائيلية الأخيرة في البلدين، لكن نتنياهو يرى "أشباحًا في كل مكان"، حسب زعمه.

ويحاول المسؤولون إيصال رسالة واضحة إلى نتنياهو، بضرورة وقف هذه التصرفات، التي قد تدفعه إلى "تدمير نفسه بنفسه"، وإذا استمر بها سيفقد فرصة دبلوماسية "ضخمة"، وسيحول الحكومة السورية الجديدة إلى "عدو".

وأوضح المسؤولون أن دعم جهود الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لتحقيق الاستقرار في سوريا، وتشجيعه على الانخراط في عملية السلام مع إسرائيل، يشكلان عنصرين أساسيين في استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الأوسط.

وأبدى المسؤولون الأمريكيون غضبهم بسبب ما يرون أن نهج نتنياهو في التعامل مع سوريا، يعتمد على مبدأ "أطلق النار أولًا ثم اطرح الأسئلة لاحقًا".

مشاركة المقال: