الجمعة, 7 نوفمبر 2025 09:35 AM

هيلين حمي: قصة ملهمة لمدربة قيادة تكسر القيود وتمكّن فتيات عامودا

هيلين حمي: قصة ملهمة لمدربة قيادة تكسر القيود وتمكّن فتيات عامودا

في مدينة عامودا، شمال محافظة الحسكة، تتحدى الشابة هيلين عبدالعزيز حمي المفاهيم التقليدية وتثبت أن الإرادة القوية قادرة على كسر الحواجز. هيلين، البالغة من العمر 22 عاماً، لم تكتفِ بدراسة هندسة المعلوماتية، بل قررت أن تمسك بزمام الأمور وتشق طريقاً جديداً لفتيات منطقتها من خلال تعليم قيادة السيارات.

منذ نعومة أظفارها، وتحديداً منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها، انجذبت هيلين إلى عالم السيارات، وحوّلت هذا الشغف إلى مهنة ورسالة اجتماعية. في حديثها إلى «سوريا 24»، تحدثت هيلين عن بداياتها قائلة: "بدأ شغفي بعالم السيارات عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري. شعرت منذ اللحظة الأولى أن القيادة تمنحني إحساساً بالحرية والمسؤولية".

استمرت هيلين في تطوير مهاراتها حتى أصبحت أول مدربة قيادة في منطقتها. بدأت بتعليم صديقاتها وقريباتها كهواية، ثم قررت تحويل هذه الهواية إلى عمل جاد، وبدأت بتدريب الفتيات بشكل منتظم. حتى الآن، قامت هيلين بتدريب أكثر من 47 متدربة من الفتيات والنساء فوق سن الثامنة عشرة.

تؤكد هيلين أن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، فهناك عقبات كثيرة تواجهها يومياً أثناء التدريب، مثل سوء حالة الطرق وعدم وجود ساحات مخصصة للتدريب. وتضيف: "في الأيام الأولى، تشعر المتدربات بالتوتر والخوف، لكن مع التدريب المستمر يكتسبن الثقة ويتعاملن مع المواقف بحكمة أكبر".

ترى هيلين في عملها رسالة تتجاوز تعليم مهارة القيادة، فهي تعتبر أن الهدف الحقيقي هو تمكين النساء وتعزيز ثقتهن بأنفسهن. وتوضح: "القيادة ليست مجرد وسيلة نقل، إنها خطوة نحو الاستقلالية. أريد لكل فتاة أن تعتمد على نفسها في التنقل والقيام بواجباتها دون الحاجة إلى مساعدة أحد".

وتشير هيلين إلى أن نظرة المجتمع بدأت تتغير تدريجياً بفضل الجهود التي تبذلها. وتضيف: "في البداية كان هناك استغراب كبير عند رؤية فتاة تقود سيارة، أما الآن فأصبح الأمر طبيعياً ومقبولاً. بل إن عدداً من الفتيات اللاتي تدربن معي أصبحن مدرّبات أيضاً، وهذا مصدر فخر كبير بالنسبة لي".

وعن مشاريعها المستقبلية، تفكر هيلين في توسيع نشاطها تدريجياً، ربما من خلال افتتاح مدرسة خاصة لتعليم القيادة. وفي ختام حديثها، وجهت هيلين رسالة ملهمة لكل فتاة سورية: "أنصح كل فتاة بأن تتجاوز الخوف وألّا تلتفت إلى الانتقادات أو نظرة المجتمع. القيادة تمنح المرأة قوة وثقة بنفسها، وتفتح أمامها آفاقاً جديدة في حياتها".

بهذه الروح الطموحة والإصرار الواضح، تثبت هيلين حمي أن القيادة ليست مجرد مهارة، بل وسيلة لتغيير الواقع وكسر القيود. ومن خلف المقود، قادت جيلاً جديداً من الفتيات في عامودا نحو طريق الثقة والاستقلال.

مشاركة المقال: