دعا وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، يوم السبت، إلى إشراك إيران في منظومة الأمن الإقليمي الشامل، مؤكداً أن عزلها ليس حلاً.
جاءت هذه الدعوة خلال مشاركة البوسعيدي في "منتدى حوار المنامة 2025" الذي تستضيفه البحرين بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وبحضور واسع من كبار المسؤولين والخبراء في قضايا الأمن والسياسة الدولية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العمانية الرسمية.
وكان المنتدى الحادي والعشرون للأمن الإقليمي "حوار المنامة 2025" قد انطلق يوم الجمعة في المنامة، ويستمر لمدة يومين لمناقشة عدد من القضايا الاستراتيجية.
وأوضح البوسعيدي أن سلطنة عُمان "ترى منذ زمن بعيد أن سياسة عزل إيران لم تكن حلاً، وأن إشراكها في منظومة الأمن الإقليمي الشامل يسهم في تعزيز الاستقرار والتعاون المشترك".
وأضاف أن "السياسات القائمة على الإقصاء تغذي التطرف وعدم الاستقرار، بينما تسهم الشراكة الشاملة في إيجاد مناخ من الثقة والاحترام المتبادل والازدهار المشترك"، داعياً إلى "إقامة إطار أمني إقليمي يضم جميع الدول، بما فيها إيران والعراق واليمن، للتعامل بفعالية مع التحديات المشتركة".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تبنت، منذ الثورة الإسلامية عام 1979، سياسة تهدف إلى منع إيران من التحول إلى قوة مهيمنة في المنطقة، وذلك عبر العقوبات والعزل والردع العسكري.
إلا أن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما (2009-2017) أبدت قدراً من المرونة، من خلال الانخراط في مفاوضات مباشرة مع طهران، تُوّجت بالتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي في 2015.
وبعد ذلك، عادت واشنطن إلى تشديد الضغوط في ظل الإدارات اللاحقة، مع التركيز على كبح نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية.
وذكر البوسعيدي، خلال مشاركته في "منتدى حوار المنامة 2025"، أن إيران "أظهرت في مراحل مختلفة انفتاحاً واستعداداً للحوار البناء، وأبدت في أحداث متعددة ضبطاً للنفس رغم الاعتداءات المتكررة، وهو ما يؤكد أهمية تبني نهج دبلوماسي شامل يضم جميع الأطراف لمعالجة التحديات المشتركة مثل أمن الملاحة ومكافحة التهريب والتغير المناخي".
وأشار أيضاً إلى أنه "في وقت سابق من هذا العام، أحرز ملف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تقدماً ملموساً خلال 5 جولات من المحادثات بين الجانبين، غير أنه وقبل أيام قليلة من انعقاد الجولة السادسة التي كادت أن تكون الحاسمة، قامت إسرائيل بشن هجمات عسكرية غير قانونية ضد إيران".
وتابع البوسعيدي أن "الممارسات الإسرائيلية المتعمدة لإطالة أمد التوتر قد تسببت، في هذه الحالة، بمقتل مئات المدنيين الإيرانيين الأبرياء"، مشيراً إلى أن إيران "ردت رغم ذلك بضبط نفس لافت، تماماً كما فعلت عندما قصفت إسرائيل قنصليتها في سوريا، وأصابت سفيرها في لبنان، واغتالت أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين في طهران".
وشدد على أن "مثل هذه الأعمال التخريبية تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وتكشف بوضوح أن إسرائيل – وليس إيران – هي المصدر الرئيسي لغياب الأمن في المنطقة".
وأكد البوسعيدي أن بلاده "ستواصل دعمها للحوار الشامل كخيار استراتيجي لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة"، مشيراً إلى أن الحوار وحده هو السبيل لبناء مستقبل أكثر استقراراً وتنمية لشعوبها".
وفي 13 يونيو/ حزيران الماضي، شنت إسرائيل حرباً مفاجئة على إيران استمرت 12 يوماً، وتخللتها ضربات متبادلة أسفرت عن مئات القتلى والجرحى بين الجانبين، قبل أن تعلن واشنطن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في 24 من الشهر ذاته، وسط مزاعم متبادلة بتحقيق النصر.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.