مسقط الدولي للكتاب يختتم فعالياته بنجاح مبهر: نافذة على الثقافات وحضور جماهيري قياسي

هبة ياسين: في مشهد ثقافي يزدان بالثراء المعرفي، أسدل الستار على فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ29. طوال عشرة أيام، توحدت اللغات والثقافات في فسيفساءٍ فريدة من التنوع والتفاعل، وتحولت مسقط إلى ملتقى حضاري استقطب مئات الآلاف من الزوار، واحتضن نخبة من المفكرين والكتّاب والأدباء من العالم، ليؤكّد مجدداً مكانته الراسخة منصة إشعاع ثقافي لا تعرف الحدود.

إختتم المعرض، وسط صخب وحضور جماهيري فاق التوقعات، بلغ قرابة 650 ألف زائر، و"يعكس هذا الإقبال المكانة الثقافية والحضارية المتنامية التي يحظى بها"، وفق مدير شؤون معارض الكتاب بوزارة الثقافة والشباب والرياضة خلفان بن محمد العبري، الذي شدّد في حديث إلى "النهار" على أنّ المعرض "بات يشكل ملتقى ثقافياً شاملاً يجمع مختلف فئات المجتمع سواء الأسرة والطفل أو الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي".

لا شك في أن الإقبال الجماهيري على ارتياد معرض مسقط للكتاب منذ أيامه الأولى ومن مختلف الشرائح، يعكس نجاحه وتحقيقه النتائج المرجوة من تنظيمه، وأبرزها المساهمة في تعزيز قيم القراءة والمعرفة لدى النشء، ونشر ثقافة القراءة في المجتمع، كما يعزز من مكانة سلطنة عمان ثقافياً عموماً، ومكانة المعرض بشكل خاص عبر مؤشرات الحضور الجماهيري اللافت.

شهد المعرض مشاركة 35 دولة، و674 دار نشر من مختلف أنحاء العالم، وتميّز ببرنامج ثقافي حافل، شمل حوالى 200 فعالية، ونحو 155 فعالية مخصصة لركن الطفل، فأضفى هذا الزخم على الحدث طابعاً شاملاً يجمع بين المعرفة والترفيه. ويشير العبري إلى أنّ هذه الدورة "ركّزت على التعدد الثقافي والحضاري، إذ احتضن البرنامج الثقافي نخبة من الكتّاب والأدباء والباحثين من مختلف القارات، بما في ذلك أميركا اللاتينية، وأوروبا، والدول العربية، ما عزز من حضوره إقليمياً ودولياً".

من جانبه، كشف مدير معرض مسقط الدولي للكتاب، أحمد بن سعود الرواحي لـ"النهار"، أنّ "محافظة الوسطى" ستكون ضيف شرف الدورة الثلاثين من المعرض، وذلك ضمن رؤية اللجنة الرئيسية للمعرض الهادفة إلى استضافة الحواضر والمحافظات والمدن العمانية لإبراز التنوع الثقافي والعمق الحضاري الذي تزخر به السلطنة .

وشهد ختام معرض مسقط للكتاب إقامة احتفالية تضمنت عدداً من العروض المرئية، منها عرض لحصاد أنشطة المعرض وفعالياته على مدار أيام انعقاده، إلى جانب أنشطة ضيف شرف المعرض (محافظة شمال الشرقية)، كما قدم جناح المملكة العربية السعودية عرضاً مرئياً عن فعاليات "أيام ثقافية سعودية".

وشهد حفل ختام المعرض تكريم الشخصية الثقافية للمعرض، وهو الأديب عبدالله حبيب، وتكريم المؤسسات الثقافية وهي مكتبة دار الكتاب العامة (عن المكتبات العمانية الأهلية) ودار مكتبة الضامري للنشر والتوزيع (عن المكتبات ودور النشر العمانية).