لبنان وسوريا: فتح المعابر يعيد الأمل للاقتصاد.. زيارة تاريخية لرئيس الحكومة اللبنانية إلى دمشق


هذا الخبر بعنوان "فتح المعابر بين لبنان وسوريا يعود إلى الواجهة... نواف سلام: استقرار الحدود مفتاح الانتعاش الاقتصادي" نشر أولاً على موقع Alsoury Net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٨ أيار ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في تحول ملحوظ يعكس تغيراً في النهج اللبناني الرسمي تجاه العلاقة مع سوريا، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام على الأهمية القصوى لفتح وتفعيل المعابر الشرعية بين البلدين، معتبراً ذلك ضرورة ملحة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، خاصة في شمال لبنان، الذي يتأثر بشكل مباشر بتطورات الأوضاع في سوريا. جاءت تصريحات سلام خلال استقباله وفداً من محافظة عكار برئاسة مفتي المنطقة الشيخ زيد بكار زكريا، في اجتماع عُقد في السرايا الحكومية، حيث تم بحث الأوضاع في المناطق الحدودية الشمالية.
أوضح المفتي زكريا أن الوفد نقل إلى رئيس الحكومة معاناة أهالي عكار بسبب إغلاق المعابر، مشيراً إلى أن إعادة فتح المعابر الرسمية سيسهل حياة السكان، نظراً للعلاقات الاجتماعية الوثيقة بين سكان عكار والداخل السوري. وأضاف أن هذه الخطوة ستساهم في الحد من التهريب عبر المعابر غير الشرعية التي كانت على مدى عقود مسرحاً للأنشطة غير القانونية. يذكر أن السلطات السورية واللبنانية قد أغلقت في الأشهر الأخيرة عدداً من المعابر غير الرسمية التي استخدمها "حزب الله" وشبكات التهريب لنقل الأسلحة والمخدرات، وذلك في ظل تزايد الضغوط لضبط الحدود بعد انهيار مؤسسات النظام السابق.
في تطور سياسي بارز، قام رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بزيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق على رأس وفد وزاري رفيع، حيث التقى بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في خطوة ترمز إلى نهاية حقبة طويلة من الهيمنة والتبعية، وبداية عهد جديد من الندية والتعاون المشترك.
خلال المحادثات مع الرئيس الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، تم التأكيد على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مما يمهد الطريق لبناء علاقات مستقرة تقوم على المصالح المشتركة. ومن بين القضايا الرئيسية التي نوقشت: ضبط المعابر، مكافحة التهريب، ترسيم الحدود البرية والبحرية، بالإضافة إلى قضايا اللاجئين السوريين في لبنان، وملف المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا.
أكد الرئيس نواف سلام على أن "قرار سوريا في يد السوريين، وقرار لبنان في يد اللبنانيين"، مشيراً إلى أن المرحلة الجديدة تتطلب شراكة سياسية وأمنية واقتصادية حقيقية، بعيداً عن تركة النظام السابق الثقيلة. وقد لقي هذا الموقف ترحيباً واضحاً من الجانب السوري.
أسفرت الزيارة عن اتفاق على تفعيل خطوط التجارة البرية والبحرية، واستيراد الغاز والنفط من سوريا، بالإضافة إلى دراسة إعادة تشغيل النقل الجوي بين البلدين. كما تمت مناقشة مراجعة دور "المجلس الأعلى السوري اللبناني" بما يتناسب مع المرحلة الجديدة. وفي المجال الأمني، اتفق الطرفان على تعزيز التنسيق لمنع الفوضى عبر الحدود، وإنشاء لجنة وزارية مشتركة لمتابعة الملفات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية.
في ختام اللقاء، دعا الجانبان إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، معتبرين أن ذلك خطوة ضرورية لتنشيط الاقتصاد السوري وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار، مما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد اللبناني، خاصة في قطاعات الطاقة والتصدير عبر الأراضي السورية.
تشير هذه التطورات إلى تحول جذري في العلاقات اللبنانية السورية، يقوم على المصالح الوطنية المتبادلة لا التبعية، وعلى الحوار الإقليمي لا التصعيد. إنها لحظة مفصلية تستدعي تفعيل أدوات التعاون بين الجيران من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.
اقتصاد
سياسة
سياسة
اقتصاد