كسور العنق: كل ما تحتاج معرفته عن الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

ما المقصود بكسور العنق؟

كسر العنق هو كسر في أي من الفقرات السبع التي يتألف منها العمود الفقري الرقبي، ولذلك تسمى كسور العمود الرقبي. وقد يؤدي انزلاق الفقرات نتيجة الكسر إلى إصابة الحبل الشوكي، ما تنتج عنه مضاعفات خطيرة أهمها:

• إصابة الحبل الشوكي: كسر العنق يمكن أن يؤدي إلى تلف الحبل الشوكي، وهو المسؤول عن نقل الإشارات العصبية من الدماغ إلى باقي أجزاء الجسم.
• فقدان الإحساس والتحكم: تلف الحبل الشوكي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الإحساس أو التحكم بالذراعين والساقين، أو في أجزاء أخرى من الجسم.
• صعوبة في التنفس: في بعض الحالات، قد يؤثر كسر العنق على وظائف الجهاز التنفسي، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس أو حتى توقف التنفس.
• مشكلات في الجهاز الهضمي: قد تكون هناك صعوبة في البلع أو مشكلات في الجهاز الهضمي بسبب تلف الأعصاب أو العضلات في منطقة الرقبة.
• الوفاة: في بعض الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن يؤدي كسر العنق إلى الوفاة بسبب تلف الحبل الشوكي أو مشكلات في الجهاز التنفسي أو القلب.
• مضاعفات مزمنة: حتى بعد الشفاء من كسر العنق، قد يعاني بعض الأشخاص من مضاعفات مزمنة مثل آلام مزمنة، ضعف عضلات، أو مشكلات في التنفس.

ونشير إلى أن عملية الإعدام شنقًا تعتمد على إحداث كسر مميت في العنق، إذ يعقد حبل المشنقة يسار المحكوم عليه، بحيث يهتز الرأس بحدة إلى الأعلى وإلى اليمين عند تعليق المحكوم عليه، فتعمل هذه القوة على كسر الرقبة، منتجة فقدانًا فوريًا للوعي والموت في غضون دقائق.

ما الأسباب؟

تحدث كسور الرقبة عادة بسبب صدمات قوية في بعض الحالات مثل:

• حوادث اصطدام المركبات.
• السقوط من المرتفعات.
• الالتواء الشديد المفاجئ في الرقبة أو الضربات الشديدة في منطقة الرأس أو الرقبة في الرياضات التي تنطوي على ملامسة جسدية عنيفة مثل المصارعة والملاكمة والألعاب القتالية وكرة القدم، وقد تحدث في بعض الرياضات التي لا تتضمن اتصالًا جسديًا، مثل الجمباز والتزلج والغوص وركوب الأمواج ورفع الأثقال والفروسية وركوب الدراجات في الجبال وسباق السيارات.
• إصابات الطلقات النارية.

وننوه إلى أنه هناك بعض العوامل قد تزيد من الضرر الواقع على الفقرات العنقية مثل هشاشة العظام وسرطان العظام والتهابات الفقرات.

ما أعراض الإصابة؟

تتراوح أعراض كسور العنق بين الخفيفة والشديدة، وتعتمد على شدة الكسر وموقع الإصابة.

الأعراض الخفيفة الشائعة:

• ألم في الرقبة: قد يكون الألم حادًا ويستمر لفترة طويلة.
• ألم في الكتف: قد يكون الألم في الكتف نتيجة للإصابة بالكسر أو الإجهاد الناتج عنه.
• ألم في الذراعين: قد يكون الألم في الذراعين نتيجة لضغط على الأعصاب أو تلفها.
• خدر أو تنميل: قد يشعر المصاب بخدر أو تنميل في الذراعين أو اليدين نتيجة لضغط على الأعصاب.
• تصلب الرقبة: قد يكون من الصعب تحريك الرقبة أو إمالتها.
• فقدان نطاق الحركة في الرقبة: قد يكون من الصعب تحريك الرقبة أو إمالتها بشكل طبيعي.
• صداع: قد يكون الصداع نتيجة لضرر في الرأس أو الأعصاب.
• تعب: قد يشعر الشخص بالتعب نتيجة لألم الرقبة والإجهاد الناتج عنه.
• دوران: قد يشعر الشخص بالدوران نتيجة لضرر في الدماغ أو الأعصاب.

أعراض كسر العنق الشديدة:

• ضعف في الأطراف: قد يشعر الشخص بضعف في الذراعين والساقين
• فقدان الحركة: قد يفقد الشخص القدرة على تحريك الأطراف.
• سلس البراز أو البول: قد يفقد الشخص القدرة على التحكم بالأمعاء أو المثانة.
• فقدان الوعي: قد يفقد الشخص الوعي نتيجة لإصابة الدماغ أو الحبل الشوكي.

كيف تُشخّص الإصابة؟

يمكن أن يكون التاريخ المرضي والفحص الجسدي كافيين لتأكيد خلو المصاب من كسور العمود الفقري العنقي، ولكن عند الاشتباه لا بد من إجراء التصوير الشعاعي، ويقصد التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) في جميع الحالات التي يشار فيها إلى ضرورة التصوير الطبي، ويمكن إجراء الرنين المغناطيسي (MRI)، ولا تقبل الأشعة السينية إلا في حالة عدم توفر غيرها.

ما العلاجات الممكنة؟

بداية نؤكد أنه في حالة وجود صدمة شديدة على الرأس يجب افتراض حدوث كسر في العنق حتى يثبت العكس، لذا يعد التثبيت أمرًا ضروريًا لحماية الحبل الشوكي، ويجب أن يثبت الرأس والرقبة بصورة كاملة في أقرب وقت ممكن وقبل تحريك المصاب، ولا ينبغي إزالة المثبتات إلا بعد التأكد من خلو الرقبة من الكسور، والاستثناء الوحيد لتحريك المصاب هو وجود خطر وشيك خارجي، مثل وجود حريق في مسرح الحادثة.

ويعتمد العلاج على نوع الكسر:

الكسور الثابتة أو المستقرة: هي كسور تظل فيها الأجزاء المكسورة من الفقرة في مكانها ولا تتحرك، وفي هذه الحالة لا يحتاج العلاج إلى التدخلات الجراحية.

الكسور المتحركة أو غير المستقرة: هي كسور تحركت فيها الأجزاء المكسورة من الفقرة من مكانها، وتحتاج هذه الحالات إلى التدخلات الجراحية لعلاجها، خوفًا من أن تكون القطعة المكسورة قد تحركت باتجاه الحبل الشوكي، ما قد يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة.

وفي كل الحالات، يحتاج المصابون إلى أدوية مسكنة للألم، وتمنع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الديكلوفيناك أو الإيبوبروفين، لأنها قد تؤثر على عملية التئام العظم، ويمكن استخدام الباراسيتامول كبديل مناسب.

ويتم العلاج غير الجراحي في حالة الكسور الثابتة عن طريق تثبيت الرقبة جيدًا لمنع تحرك القطع المكسورة، وذلك عن طريق ارتداء أطواق الرقبة الصلبة، أو سترات هالو (Halo vests) في حالة الحاجة إلى صلابة أكثر، وقد يتم تركيب أجهزة شد (Traction devices) عندما يكون التدخل الجراحي لديه مخاطر عالية، أو الرغبة في تقليل الكسر.

أما العلاج الجراحي في حالة الكسور المتحركة أو غير المستقرة فيمكن أن يتم عن طريق استئصال القرص الفقري التالف واستبدال الفقرات المكسورة بفقرات صناعية وتثبيتها بشرائح ومسامير، أو قد يلجأ الجراح إلى تثبيت الفقرات المكسورة ولحمها مباشرة مع الفقرة التي فوقها أو التي تقع أسفلها باستخدام الألواح المعدنية أو البراغي أو الأسلاك.

ويتم تطبيق العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل لفترة طويلة بعد العلاجات التداخلية لكسور الرقبة، وإذا حدثت إصابة الحبل الشوكي بسبب الكسر فقد يستغرق العلاج الطبيعي وقتًا أطول، ومع ذلك، وعلى الرغم من كل الجهود، قد لا يتحقق الكثير من الشفاء في حالة كسور الرقبة وإصابة الحبل الشوكي.