وزارة النقل تتحرك لضبط استيراد السيارات بعد تدفق هائل وتداعيات سلبية

يشهد ملف استيراد السيارات في وزارة النقل اهتماماً بالغاً نظراً للتداعيات التي خلفها في الفترة الأخيرة، والتي تستدعي معالجة فورية. من بين هذه التداعيات، الحالة الفنية والميكانيكية المتدنية لغالبية السيارات المستوردة، وكثرة الأعطال الميكانيكية والكهربائية، وفقاً لخبراء السيارات.

كما تشمل التداعيات الخطيرة استنزاف مبالغ طائلة بالعملة الصعبة لشراء هذه السيارات، ما أثر على الاحتياطي النقدي للبلاد. ويعزى هذا الوضع إلى عوامل عدة، منها تعطش السوريين لامتلاك سيارات حديثة بعد سنوات من الحرمان، بالإضافة إلى تلاعب بعض التجار.

العلة الأكبر

تشير المعلومات إلى أن عدد السيارات المستوردة منذ بداية التحرير بلغ حوالي 100 ألف سيارة. ووفقاً لمدير مديرية استيراد السيارات في وزارة النقل، عبد اللطيف شرتح، أدى هذا الارتفاع في الاستيراد إلى انخفاض الأسعار إلى ربع قيمتها السابقة، خاصة بعد تخفيض الرسوم الجمركية بنسبة 80% وإلغاء قيود الاستيراد على الموديلات الحديثة.

إلا أن هذه التسهيلات أدت إلى استنزاف كبير للقطع الأجنبي، مما أثر سلباً على احتياطي النقد الأجنبي في البلاد، حيث تجاوزت قيمة واردات السيارات 3 مليارات دولار.

أعطال كثيرة

أكد أصحاب ورش صناعية في دمشق أن أغلبية أعمالهم خلال الأشهر الماضية تركزت على إصلاح أعطال السيارات المستوردة، بنسبة تتراوح بين 60 و 70%. وأشاروا إلى أن الأعطال متشابهة، مما يدل على وجود خلل في الفحص الفني لهذه السيارات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الصيانة وعدم توفر قطع الغيار.

حالة جمود

أوضح سيف شيخ الحدادين، صاحب مكتب لبيع السيارات، أن السوق بحاجة إلى إعادة نظر بعد إغراقه بالسيارات المستوردة. فبعد طلب كبير في بداية السماح بالاستيراد، يشهد السوق حالياً جموداً بسبب تخوف المشترين من الحالة الفنية للسيارات، داعياً إلى استبدال السيارات القديمة بأخرى حديثة من خلال تقديم تسهيلات.

ضبط للفلتان

تدرك وزارة النقل خطورة الفلتان الحاصل في استيراد السيارات، وتعتزم اتخاذ إجراءات تنظيمية لتقييد الاستيراد بهدف تنظيم السوق ومنع تكرار الفوضى. وأكد وزير النقل، الدكتور يعرب بدر، أن الوزارة تخطط لاتخاذ إجراءات لتجنب إغراق الأسواق بعد زيادة الواردات، مشيراً إلى أن التسهيلات المقدمة أدت إلى حالة إغراق مؤقتة.

وأضاف الوزير بدر أنه من المتوقع اتخاذ إجراءات معينة في المستقبل لإعادة تنظيم دخول السيارات إلى سوريا، بحيث تقتصر على عمر معين وبحالة فنية منضبطة.