اكتشاف مذهل: غابة بدائية سرية في أعماق الأرض بالصين تثير دهشة العلماء


هذا الخبر بعنوان "غابة سرّية في قاع الأرض تُحيّر العلماء" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٥ أيار ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في اكتشاف مذهل أشبه بالأساطير، عثر فريق من مستكشفي الكهوف في الصين على حفرة طبيعية عملاقة تخفي في قاعها غابة قديمة حافظت على حالتها البدائية. يثير هذا الاكتشاف احتمال وجود كائنات غير معروفة للعلم في هذا النظام البيئي المنعزل.
تُعرف هذه الحفرة في اللغة الصينية بـ"تيانكنغ"، أي "البئر السماوية"، وتقع في مقاطعة "لييه" ضمن منطقة "غوانغشي تشوانغ". بهذا الاكتشاف، يرتفع عدد الحفر العملاقة المسجلة في المنطقة إلى ثلاثين. تُعدّ هذه الحفرة من بين الأكثر إثارة في العالم، إذ يبلغ طولها أكثر من 300 متر، وعرضها يناهز 150 متراً، في حين يتجاوز عمقها 190 متراً، وتصل مساحتها الإجمالية إلى نحو 5 ملايين متر مكعب، بحسب ما ورد في بيان لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
صرّح المهندس "تشانغ يوانهاي"، من معهد جيولوجيا الكارست التابع للمسح الجيولوجي الصيني، بأن الحفرة تحتوي على غابة بدائية محفوظة بشكل مدهش، إلى جانب ثلاثة كهوف متفرقة في جدرانها الصخرية. وقد قاد فريق الاستكشاف "تشن ليشين"، بحيث نزلوا إلى عمق تجاوز 100 متر، وواصلوا السير ساعات في تضاريس وعرة حتى وصلوا إلى القاع. هناك، وجدوا شجيرات كثيفة يصل ارتفاعها إلى مستوى الكتفين، وأشجاراً شاهقة تجاوز ارتفاعها 30 متراً، ما يدل على استقرار النظام البيئي منذ زمن بعيد.
رغم الاكتشاف المدهش، إلا أنه يتماشى مع التوقعات الجيولوجية في جنوب الصين، المعروفة بتضاريسها الكارستية الفريدة. ويُقصد بالكارست ذلك النوع من التضاريس الذي ينشأ نتيجة ذوبان الصخور الكلسية أو الجبسية بفعل مياه الأمطار الحمضية، مكوّناً كهوفاً وينابيع وحفراً غائرة. ووفقاً لهيئة الحدائق الوطنية الأميركية، فإن تضاريس الكارست تنجم عن انحلال الصخور الرسوبية القابلة للذوبان، مثل الكلس والرخام والجبس، بفعل المياه الحمضية الناتجة من تفاعل مياه الأمطار مع ثاني أوكسيد الكربون الجوي.
يشرح جورج فيني، مدير المعهد الوطني لأبحاث الكهوف والكارست، أن مياه الأمطار، بعد امتصاصها لثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، تتحول إلى حمض الكربونيك (H₂CO₃)، وهو حمض خفيف يتسرب إلى باطن الأرض ويبدأ بإذابة معدن الكالسيت المكوّن الأساسي للحجر الكلسي والرخام والدولوستون. ومع مرور الوقت، تُفرغ هذه العملية الصخور من الداخل، فتتشكّل التجاويف، التي قد تتطور إلى كهوف أو حفر عميقة، وتشكل بذلك ملامح التضاريس الكارستية المعروفة.
تتميز المناطق الكارستية بأنها خزانات مثالية للمياه الجوفية بفضل نفاذية الصخور وسرعة تدفق المياه فيها. لكن في الوقت ذاته، تبقى هذه المناطق من أكثر الأنظمة الجيولوجية هشاشة أمام الملوّثات السطحية. وتشير تقارير إلى أن ما يزيد عن 700 مليون شخص حول العالم يعتمدون على المياه المستخرجة من طبقات كارستية كمصدر رئيسي للشرب.
يوضح فيني أن مظهر الكارست يختلف كثيراً من منطقة الى أخرى، تبعاً للاختلافات في الجيولوجيا والمناخ. ففي الصين، تأخذ تضاريس الكارست شكلاً بصرياً آسراً، من حفر ضخمة ومداخل كهوف هائلة، بينما في مناطق أخرى قد تكون الحفر الكارستية صغيرة بالكاد تكون مرئية. ونظراً الى قيمتها الجيولوجية والجمالية، أدرجت منظمة اليونسكو "كارست جنوب الصين" ضمن قائمة التراث العالمي، ووصفتها بأنها "أحد أبرز الأمثلة في العالم على الكارست المداري الرطب، من الهضاب الداخلية إلى السهول المخفوضة، وتشكل واحدة من أعظم المناظر الطبيعية على سطح الأرض".
الحفر الغائرة أو "Sinkholes" هي انخفاضات مفاجئة أو تدريجية في سطح الأرض، تنشأ بسبب انهيار الطبقة العليا فوق فراغات جوفية. وتتنوع في حجمها من أمتار قليلة إلى مئات الهكتارات، وقد تكون ضحلة أو عميقة لأكثر من 30 متراً.
تتشكل هذه الحفر أساساً نتيجة عملية التجوية الكيميائية، حيث تذيب مياه الأمطار الحمضية الصخور القابلة للذوبان، مثل الحجر الكلسي أو الجبس، فتتكوّن تجاويف تحت السطح، تؤدي لاحقاً إلى انهياره.
تنتشر الحفر الغائرة بكثرة في المناطق التي تحتوي على صخور قابلة للذوبان، مثل الحجر الكلسي أو الجبس أو طبقات الملح. وتشمل أبرز هذه المناطق: ولاية فلوريدا وكنتاكي في الولايات المتحدة، منطقة البحر الميت، جنوب الصين، وشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
من أشهر الحفر الغائرة حول العالم:
علوم وتكنلوجيا
علوم وتكنلوجيا
اقتصاد
سياسة