لبنان يستعد لاستيراد الطاقة عبر سوريا بعد رفع العقوبات الأمريكية

أعلن مسؤولون لبنانيون عن استعداد بلادهم لاستيراد الطاقة عبر الأراضي السورية بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا في 13 أيار.

وقال وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، في تصريحات نقلتها وكالة "المركزية" اللبنانية، إن رفع العقوبات عن سوريا يشكل "دفعًا إيجابيًا" في انعكاساته على مستوى تحضيرات لبنان لتأمين عبور النفط العراقي إلى مصفاة طرابلس، وخط الـ"فايبر أوبتيك"، وكذلك خط الربط الكهربائي الخماسي، وتأمين نقل الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان.

ووعد الوزير اللبناني بمواصلة الاتصالات مع "الأشقاء العراقيين لإنجاز كل الإجراءات والأعمال للإسراع في إتمام التجهيزات المطلوبة".

بدوره، قال وزير الطاقة والمياه اللبناني جو الصدى إن "قرار الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا، سينعكس إيجابًا في لبنان على صعيد الطاقة والنفط"، مسهلاً استجرار الطاقة عبر سوريا من خلال خط الربط مع الأردن، واستجرار الغاز عبر سوريا من العراق، وكذلك مصفاة البداوي. وأضاف أن هذا الملف كان يدار مع وزير المالية اللبناني ياسين جابر في العراق الأسبوع الماضي.

في 26 كانون الثاني 2022، وقّع وزراء الطاقة في لبنان والأردن وسوريا اتفاقيتين لتزويد لبنان بالكهرباء، تخصصت الاتفاقية الأولى بشراء الكهرباء بين الأردن ولبنان، والاتفاقية الثانية بعبور الكهرباء بين الدول الثلاث.

وأعلن وزير الكهرباء في حكومة النظام السوري السابق، غسان الزامل، أن سوريا أنجزت كامل الترتيبات للربط الكهربائي من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، وستقدم كل التسهيلات لإتمام الاتفاقية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وتأخر مشروع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث بسبب تعديل "البنك الدولي" شروطه للتمويل، مطالبًا بضرورة إنهاء العقود كليًا للدخول بالمفاوضات المالية، وفق ما قال وزير الطاقة والمياه اللبناني السابق وليد فياض. وأضاف فياض، "كنا سندخل مرحلة المفاوضات الرسمية النهائية مع البنك الدولي للحصول على مبلغ 300 مليون دولار لتمويل مشروع الربط الكهرباء بين سوريا ولبنان على مدى سنتين، بالتوازي مع إتمام العقود لاستجرار الغاز (وهي شبه جاهزة)".

في 21 نيسان 2022، نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، تقريرًا يتحدث عن قرار سياسي مفاجئ صدر عن البنك الدولي قبل أيام، من شأنه تعطيل صفقة جرّ الغاز المصري واستجرار الكهرباء الأردنية.

وزارة الخزانة الأمريكية، أعلنت أنها بدأت عملية رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن سابقًا على دمشق. وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إن وزارته تتخذ خطوات لتخفيف العقوبات بهدف استقرار الوضع، و"مساعدة سوريا على التحرك نحو السلام".

بدوره، قال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ‌‏ترامب، إنه لم يكن يعلم أن سوريا كانت خاضعة للعقوبات لهذه الفترة الطويلة. وفي 13 أيار، أعلن ترامب، عن قراره رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وقال خلال كلمة له في منتدى "الاستثمار السعودي الأمريكي"، "آن الأوان لمنح سوريا الفرصة، وأتمنى لها حظًا طيبًا".

وأضاف ترامب، "شهدت سوريا سنوات طويلة من البؤس والمعاناة، واليوم هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح في تحقيق الاستقرار وإنهاء الأزمات"، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تمثل الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق.

وكان للعقوبات الأمريكية دور في تقويض قدرة النظام السوري السابق، حيث طالت رأس النظام بشار الأسد وأفرادًا من عائلته نزولًا باتجاه الشخصيات الحكومية والاقتصادية والعسكرية الداعمة له، وطالت العقوبات قطاعات خدمية واقتصادية، ما انعكس أيضًا سلبًا على حياة السوريين.