تل حوايج البومصعة: كنز أثري مُهمل في دير الزور يواجه النهب والضياع


هذا الخبر بعنوان "تل حوايج البومصعة بدير الزور: رمز أثري ضحية النهب والتهميش" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣٠ أيار ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في خضم فوضى الحرب التي اجتاحت سوريا، تعرضت العديد من المواقع الأثرية للعبث والنهب، مما أدى إلى فقدان جزء هام من تاريخ البلاد وتراثها العريق. من بين هذه المواقع المنكوبة يبرز "تل حوايج البومصعة" الأثري الواقع في ريف دير الزور الغربي. هذا الموقع، الذي لم يُدرج أبدًا في السجلات الرسمية للمواقع الأثرية، حتى في عهد النظام السابق، أصبح هدفًا سهلاً للمهربين واللصوص.
يحتضن تل حوايج البومصعة كنوزًا أثرية دفينة، تتجسد في قبور قديمة ذات تصميم صليبي مزخرف بأشكال ورسومات فريدة. وفقًا لمراسل منصة في دير الزور، واستنادًا إلى شهادات سكان المنطقة، تعود هذه القبور إلى العصور الرومانية، مما يؤكد الأهمية التاريخية للموقع. ومع ذلك، فإن غياب الاعتراف الرسمي والحماية اللازمة جعله عرضة للخطر.
لم تنجُ هذه القبور التاريخية من أعمال التخريب والسرقة، خاصة خلال فترة سيطرة تنظيم (داعش) على المنطقة. يروي أحمد العبد، أحد سكان بلدة حوايج البومصعة وشاهد عيان على عمليات النهب، تفاصيل تلك الفترة المظلمة. يقول العبد: "في أحد الأيام، خلال سيطرة تنظيم داعش عام 2015، كنت أرعى الغنم بالقرب من الموقع، وشاهدت القبور وقد تم تطويقها ومنع الاقتراب منها. وعند عودتي، كانوا لا يزالون موجودين ولم يسمحوا لي بالمرور من نفس الطريق".
ويضيف العبد: "في اليوم التالي، عدت إلى الموقع ووجدت أن القبور، أو ما نسميه محليًا 'الخشخاشة'، قد نُبشت وسُرقت محتوياتها بالكامل".
يؤكد العبد على الأهمية التاريخية للموقع في ذاكرة أهالي المنطقة، قائلاً: "هذا جبل حوايج البو مصعة أثري منذ أن سكنه أجدادنا". ويتحدث عن زيارة سابقة للموقع في عهد النظام السابق، حيث "جاءت بعثة إلى الجبل وقاموا بفتح إحدى 'الخشايش' التي تحوي عدة قبور، ثم أعادوا إغلاقها"، مما يثبت أن السلطات كانت على علم بوجود هذه الآثار، لكنها لم توفر لها الحماية أو تُدرجها في سجلاتها الرسمية.
تبقى قصة تل حوايج البومصعة دليلًا مؤلمًا على مصير جزء كبير من التراث السوري، الذي يُنهب ويُدمر في صمت، بعيدًا عن الرقابة والحماية. تسلط هذه الحادثة الضوء على الحاجة الماسة لإعادة تقييم شامل للمواقع الأثرية غير المسجلة، وتوفير الحماية اللازمة لها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ذاكرة حضارة تمتد لآلاف السنين.
سوريا محلي
سياسة
سياسة
سياسة