مأساة في غزة: قصف إسرائيلي يستهدف مواقع توزيع المساعدات ويودي بحياة العشرات

أعلنت السلطات الصحية في غزة عن مقتل ما لا يقل عن 35 فلسطينياً، غالبيتهم قرب موقع لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، نتيجة للقصف والغارات الجوية الإسرائيلية.

أفاد مسعفون في مستشفيي العودة وشهداء الأقصى بوسط غزة، حيث تم نقل معظم الضحايا، بأن 15 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى موقع توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية بالقرب من محور نتساريم، بينما سقط البقية في هجمات متفرقة في أنحاء القطاع.

لم يصدر حتى الآن أي تعليق من الجيش الإسرائيلي أو مؤسسة غزة الإنسانية بشأن هذه الأحداث. وكانت المؤسسة قد بدأت توزيع الطرود الغذائية في غزة في نهاية شهر مايو، معتمدة نموذجاً جديداً لتوزيع المساعدات وصفته الأمم المتحدة بأنه يفتقر إلى النزاهة والحياد.

أشارت وزارة الصحة في غزة في بيان لها إلى مقتل ما لا يقل عن 274 شخصاً وإصابة أكثر من ألفين آخرين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات منذ بدء عمليات المؤسسة في غزة.

اتهمت حركة حماس إسرائيل باستغلال "الجوع كسلاح حرب" وتحويل "مواقع توزيع الإغاثة إلى مصائد موت جماعي بحق المدنيين الأبرياء"، نافيةً الاتهامات الإسرائيلية بنهب المساعدات.

وفي وقت لاحق، أفاد مسؤولون بقطاع الصحة من مجمع الشفاء الطبي في غزة بمقتل 12 فلسطينياً على الأقل بنيران إسرائيلية أثناء تجمعهم لانتظار شاحنات المساعدات على الطريق الساحلي شمال القطاع، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 35 على الأقل.

أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر لسكان خان يونس وبلدتي عبسان وبني سهيلا القريبتين في جنوب غزة بإخلاء منازلهم والتوجه غرباً نحو ما يسمى بالمنطقة الإنسانية، مؤكداً أنه سيعمل "بقوة شديدة جداً لتدمير المنظمات الإرهابية في المنطقة".

اندلعت الحرب في غزة قبل 20 شهراً عقب هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية. وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل ما يقرب من 55 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وتدمير معظم القطاع المكتظ بالسكان، ونزوح معظم السكان وانتشار سوء التغذية على نطاق واسع.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة، لا تزال إسرائيل وحماس متمسكتين بمطالبهما الأساسية وتتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق.