إسطنبول تحت الخطر: ارتفاع حاد في لدغات القراد يثير مخاوف من حمى القرم النزفية

سجلت مدينة إسطنبول التركية ارتفاعًا مقلقًا في حالات لدغات القراد، حيث تجاوزت 7000 حالة منذ بداية العام وحتى يونيو، وفقًا لإحصاءات رسمية. هذا الارتفاع يثير القلق خاصة مع اقتراب فصل الصيف، الذي يشهد زيادة في نشاط هذه الحشرة الخطيرة.

تشير البيانات إلى أن 88% من حالات اللدغات سُجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط، مما يؤكد الطبيعة الموسمية لنشاط القراد، الذي ينتشر بكثرة في المناطق الريفية والغابات والأراضي المفتوحة.

أوضح البروفيسور عبد الله أمره جونر، مدير صحة إسطنبول، أن معظم حالات اللدغ لا تشكل خطرًا صحيًا مباشرًا، لكن الخطر يكمن في بعض أنواع القراد التي قد تنقل أمراضًا خطيرة، وعلى رأسها حمى القرم الكونغو النزفية. ورغم عدم تسجيل أي حالات محلية من هذا المرض في إسطنبول حتى الآن، إلا أن تزايد عدد الإصابات يمثل تهديدًا يستدعي اليقظة.

تتركز الإصابات بين العاملين في الزراعة وتربية المواشي، بالإضافة إلى سكان المناطق الريفية، ومرتادي المنتزهات والغابات، ومحبي الرحلات والأنشطة الخارجية.

لهذا، دعت السلطات الصحية إلى اتباع إجراءات وقائية مهمة، مثل ارتداء ملابس طويلة بألوان فاتحة لتسهيل اكتشاف القراد، ولف أطراف البنطال داخل الجوارب لمنع تسلل الحشرة إلى الجسم.

كما أكدت ضرورة فحص الجسم بدقة بعد العودة من الأماكن المفتوحة، مع التركيز على الأماكن المخفية مثل تحت الإبطين وخلف الركبتين.

وحذرت من الطرق التقليدية الخاطئة في إزالة القراد، مثل استخدام الكحول أو السجائر، مشددةً على أهمية التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي في حال وجود لدغة وعدم محاولة نزع القراد يدوياً أو بأدوات غير معقمة.

كما نصحت بمراقبة الحالة الصحية لمدة أسبوعين بعد اللدغة، والإبلاغ الفوري عن أي أعراض غير طبيعية مثل الحمى أو آلام العضلات والمفاصل.

ولم تقتصر التحذيرات على البشر فقط، بل شملت أيضًا الحيوانات الأليفة، حيث دعت السلطات إلى ارتداء القفازات عند التعامل معها، وفحصها بانتظام، وتجنب المناطق التي تنتشر فيها المواشي البرية. كما أوصت باستخدام مبيدات آمنة للحدائق المنزلية للحد من انتشار القراد.

واختتمت مديرية الصحة في إسطنبول بدعوة المجتمع إلى تكثيف الوعي بمخاطر القراد، ونشر الإرشادات الوقائية بشكل واسع، مع تشجيع الإبلاغ السريع عن أي حالات مشتبه بها للسيطرة على أي تهديد صحي محتمل.

المصدر: روسيا اليوم