أكد مدير عام المؤسسة السورية للحبوب حسن عثمان في تصريح لـ"الوطن" أن التسعيرة التي صدرت مؤخراً للقمح، والتي حُددت بمبلغ 450 دولار للطن الواحد من الدرجة الأولى (320 + 130 دعماً لكل طن ) تعتبر مجزية جدّاً مقارنة بالأسعار العالمية، موضحاً أن المؤسسة تستلم القمح المستورد من الميناء أومن المعابر بسعر 245 دولاراً للطن الواحد، كما أنها تستلم طحين نوع أول (زيرو ) من المعابر الحدودية بأقل من 340 دولاراً للطن الواحد، وهذا الفارق في السعر يعتبر عملياً دعماً للفلاح.
ونوّه بأن الكثير من الفلاحين لم ينتظروا صدور التسعيرة من الحكومة، بل سوّقوا محصولهم للمؤسسة قبل صدورها، لأن الفلاح على ثقة أنها ستعطي سعراً مناسباً.
وبالنسبة لصرف ثمن الأقماح المُسلّمة أوضح مدير المؤسسة أنه لم يتم البدء بصرف أثمان الأقماح للفلاحين حتى تاريخه، لكن من المؤكد قريباً سنبدأ بذلك فور الانتهاء من تحويل الأموال بين المصارف وترتيب الإجراءات بشكل كامل وفوترة الكميات المستلمة والمبالغ، منوهاً بحجز الأموال المخصصة لتسديد ثمن الأقماح.
ورأى أن تسعير القمح بالدولار جديدٌ على الفلاح، وهناك من يطالبنا بتسليم مستحقاته بالعملة المحلية حيث سيتم حساب مستحقاته على الدولار ومن ثم تسليمها للفلاح بالليرة السورية وذلك بناءً على سعر الصرف في المصرف المركزي، موضحاً انه سيتم إعطاء الفلاح ثمن الأقماح بحسب رغبته سواء بالدولار أم بالليرة السورية.
وأوضح عثمان أن الفلاح يعاني ارتفاع التكاليف من أجور الحصادات وأجور النقل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وهذا الامر تم أخذه بعين الاعتبار عند وضع تسعيرة القمح.
وبخصوص الكميات المسوقة لفت إلى أن أكبر كمية سُوّقت لغاية تاريخه من مادة القمح كانت في محافظة حماة والتي بلغت 35 ألف طن. وتعتبر هذه الكمية تقريباً نصف الكميات المُسوّقة في سوريا، تليها محافظة إدلب بكمية 12 ألف طن ثم حلب بكمية ١١ ألف طن، في حين أن الكميات المُسوّقة في باقي المحافظات تعتبر كميات متفاوتة، متوقعاً تسليم معظم الإنتاج من قبل الفلاحين لهذا العام.
وأشار الى أن مراكز الاستلام التابعة للمؤسسة فتحت أبوابها بدايةحزيران الجاري، وتم تذليل كل الصعوبات والمعوقات وتقديم كل التسهيلات للمزارعين بخصوص عمليات الاستلام، حيث يتم تسليم القمح بنفس اليوم من دون تأخير، كما أن هناك تسهيلات تُقدّم للفلاحين عند تسليم أقماحهم في حال وجود ازدحام على المراكز من خلال حجز دور مسبق أما المراكز التي لا يوجد فيها ازدحام فلا تحتاج إلى دور مسبق ويتم استلام أقماحهم مباشرة.
وأكد أن القمح للموسم الحالي مواصفاته جيّدة، وخصوصاً القاسي البلوري، وهناك نوعان من القمح قاسٍ وطريّ ومقسم إلى ثلاث درجات: أول، ثانٍ، ثالث، مشيراً إلى أن القمح من الدرجة الأولى يكون قليلاً بسبب مواصفاته المميّزة.
ولفت إلى أن استلام القمح يتم بعد الحصول على شهادة منشأ تثبت أن هذا القمح للفلاح وليس لتاجر، مشيراً إلى أن هناك تجاراً يشترون الأقماح المسروقة من مناطق الجزيرة التي تسيطر عليها ” قسد ” مثل الرقة ودير الزور والحسكة، وهذه المناطق لم نستطع الوصول لمراكزنا فيها ولم نستلم منها، وهم يأتون لتسليم القمح في مناطقنا بسبب فارق السعر، لذا يتم التشدد على هذا الموضوع من خلال طلب صورة هوية ووثيقة منشأ ثبت أن القمح للفلاح وليس لتاجر، وذلك من قبل دوائر الزراعة في المحافظات.
وختم بأن استلام القمح يتم في جميع المناطق في سوريا باستثناء مناطق قسد ومن خلال جميع المراكز التي تتبع للمؤسسة حتى الموجودة في أقصى الشمال، كما انطلقت عمليات التسليم في إدلب بسرعة وسلاسة ونعمل على تعميم التجربة كونها ناجحة ومريحة للفلاحين.