حلب: جدل حول جلاءات مدرسية تحمل علم النظام السابق.. ومطالبات بمحاسبة المسؤولين

أثار توزيع جلاءات مدرسية في مدينة حلب، تتضمن شعارًا يحمل علم النظام السوري السابق، جدلًا واسعًا بين الأهالي، وسط مطالب بمحاسبة المسؤولين عن استخدام رموز مرتبطة بفترة حكم انتهت بسقوط الأسد.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لجلاء مدرسي صادر عن مديرية التربية في محافظة حلب، يظهر عليه علم النظام السابق باللون الأحمر والنجمتين الخضراوين، ما أثار انتقادات من الأهالي الذين اعتبروا استخدام هذه الرموز مخالفة للتوجهات المعلنة بعد سنوات من تبني علم الثورة السورية والانفصال عن رموز النظام.

محافظ حلب، عزام غريب، نشر توضيحًا عبر خاصية “الستوري” في حسابه على “انستغرام” و”فيسبوك”، قال فيه إنه تلقى ملاحظات من الأهالي حول ظهور هذه الرموز، مؤكدًا أن التعميم الرسمي يقضي باستخدام الصيغة المعتمدة لطمس “رموز النظام البائد”، وأن الجلاءات التي وُزعت تعود لمخزون قديم تم توزيعه سابقًا على المدارس قبل تحرير المدينة.

وأضاف غريب أن الموضوع قيد المتابعة مع الجهات المختصة، مع وعود بمحاسبة المسؤول عن أي مخالفة، لافتًا إلى توجيه فرق ميدانية بجولات في أحياء المدينة لضمان إزالة أي رموز مماثلة.

من جهته، قال المكتب الإعلامي في مديرية التربية والتعليم بمدينة حلب، في تصريح لعنب بلدي، إن الجلاءات التي ظهرت مؤخرًا تعود للفصل الدراسي الأول.

وأوضح المكتب أن المديرية أصدرت، منذ بداية تحرير المدينة، تعميمًا لجميع المدارس يقضي بإزالة الرموز والشعارات التي تمثل النظام السابق من داخل المدارس ومن الجلاءات المدرسية، إلى جانب إلزام الإدارات بوضع لاصقات مخصصة على الجلاءات لتأكيد الالتزام بالتعميم، مؤكدًا أن الموضوع “قيد المتابعة”.

وكانت بعض المدارس في مدينة حلب عمدت خلال الفصل الدراسي الأول إلى توزيع جلاءات تحمل قصاصات ورقية طُبعت عليها أعلام الثورة السورية، كخطوة رمزية للتأكيد على هوية المدينة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد.

وتأتي هذه الحادثة في سياق أوسع من الإجراءات التي تتخذها محافظة حلب لإزالة المظاهر المرتبطة بالنظام السابق. في نيسان الماضي، أصدر المحافظ القرار رقم “452”، الذي ينص على طمس وإزالة جميع الرموز التي تعود إلى مرحلة ما قبل سقوط النظام.

وبموجب القرار، مُنح أصحاب المحال التجارية مهلة قصيرة لتصحيح أوضاعهم، مع التهديد بالإغلاق بالشمع الأحمر واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، وشهدت المدينة، مطلع الشهر الحالي، إغلاق عدد من المحال التي وُجدت فيها شعارات تعود لنظام الأسد، من بينها العلم الأحمر على واجهات تلك المحلات.