يوسف فارس: على الرغم من انشغال إسرائيل بحربها مع إيران، استمرت في استهداف النازحين الجوعى في غزة. وارتكب جيش الاحتلال مجزرة في منطقة التحلية بخانيونس، مستهدفًا آلاف المنتظرين للمساعدات.
أفاد شهود عيان بأن المدفعية والطائرات المسيرة أطلقت قذائف مباشرة على الحشود، مما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات. وأعلنت وزارة الصحة استشهاد 40 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين. وتكرر الأمر في مركز توزيع المساعدات الأميركي في نتساريم ومنطقة السودانية شمال غرب غزة، ليرتفع عدد الشهداء إلى 90 في يوم واحد.
على الصعيد البري، جمّد جيش الاحتلال خطط الإخلاء في 75% من القطاع، وتسير عملية "مركبات جدعون" ببطء. ويحافظ العدو على إخلاء رفح وخانيونس، بالإضافة إلى محافظة شمال غزة. وتعتبر الأحياء الشرقية على امتداد القطاع مناطق قتال خطيرة يُمنع الوصول إليها، وتخضع لسيطرة نارية باستخدام الطائرات.
تشهد جباليا البلد عمليات نسف مكثفة، حيث يزرع جيش الاحتلال روبوتات مفخخة في الأحياء السكنية ويفجرها ليلاً، بالإضافة إلى هدم البنية التحتية وتجريفها. ويتكرر المشهد في المناطق الشرقية لأحياء الشجاعية والتفاح.
في المقابل، أعلنت فصائل المقاومة عن العشرات من العمليات القتالية مستغلة انشغال إسرائيل. واستهدف المقاومون دبابات وجنود مشاة وفجروا مبانٍ. وأعلنت كتائب القسام وسرايا القدس عن استهداف قوة صهيونية راجلة وناقلة جند ودبابة.
كما تحدث الإعلام العسكري التابع لكتائب القسام عن تفجير منزل تحصن فيه جنود الاحتلال، وأعلنت سرايا القدس عن تدمير ناقلتي جنود. ونفذ مقاومو السرايا كمينًا استهدف قوة صهيونية راجلة في خانيونس.
يعزى هذا الحضور الميداني إلى انشغال طيران الاحتلال في الحرب مع إيران، مما دفع إسرائيل إلى سحب وحدات جوية وألوية برية من غزة لتعزيز الحدود الشمالية. واستغلت المقاومة هذه الثغرات لتكثيف عملياتها.