الخميس, 19 يونيو 2025 06:58 PM

صحفي سوري يتهم عناصر أمن بالتحقيق المهين والتهديد أمام السفارة الإيرانية بدمشق

صحفي سوري يتهم عناصر أمن بالتحقيق المهين والتهديد أمام السفارة الإيرانية بدمشق

تعرض الصحفي أمجد الساري، يوم أمس، لاستجواب مطول ومهين من قبل عناصر أمنية أمام السفارة الإيرانية في منطقة المزة بدمشق، وذلك لمجرد التقاطه صورة لواجهة السفارة من شارع عام.

بدأت الواقعة حين كان الساري في طريق عودته من معرض فني في المركز الثقافي بالمزة، وأثناء سيره على الأوتوستراد، قام بالتقاط صورة لواجهة السفارة الإيرانية بهاتفه. وما إن أكمل طريقه حتى استوقفه أحد عناصر الأمن، طالباً منه تفتيش هاتفه.

مواجهة وتصعيد غير مبرر: وفقاً لتصريحات الساري، فقد رفض طلب التفتيش، مستفسراً عن السند القانوني لذلك. ليكون الرد من العنصر الأمني بلهجة استهزائية: "إيش مفكر حالك بلاس فيغاس؟"، ليجيب الساري باستنكار: "ليش شو الفرق بيننا وبين لاس فيغاس؟ يعني ما بصير يكون عنا قانون مثلهم؟".

تفاقم الموقف حين طلب العنصر من الساري حذف الصورة، مدعياً أن التصوير ممنوع. وقد أكد الساري أنه لم يرَ أي لافتة تحظر التصوير في الشارع العام، وأن التقاط الصور للمعالم من أماكن عامة أمر شائع ولا يثير أي مشكلة.

اتهامات خطيرة وإهانات شخصية: بعد رفض الساري الانصياع، تم تهديده بإحضار شخص يدعى "الشيخ". وما لبث أن حضر عنصران آخران على دراجة نارية، عرف أحدهما نفسه بأنه مسؤول الأمن الدبلوماسي. وعندما أبرز الساري هويته الصحفية، وجه له المسؤول الأمني طلباً للتعاون "حتى نساعدك!"، ليرد الساري باستغراب: "عفواً ليش أنا متهم لحتى تساعدني! كلها صورة!".

الصدمة الكبرى جاءت من العنصر الآخر الذي اتهم الساري بكونه "عميل للموساد الإسرائيلي!". تهمة خطيرة وغير مبررة صُعق منها الساري، الذي عبر عن ذهوله بقوله: "لا يحق لك أن تتهمني بهكذا تهمة، بأي حق تطلق علي مثل هذه التهم". ليكون الرد الصادم من العنصر: "أنا بنظري كل الناس مجرمين حتى يثبتون العكس".

بلا ما يجي "الشيخ": رغم محاولة المسؤول الأمني تهدئة الوضع والطلب مجدداً حذف الصورة – وهو ما استجاب له الساري لإنهاء النقاش – استمر الاستجواب. وطُلب من الساري معلومات شخصية، وعندما رفض تصوير هويته، جاء التهديد الصريح: "يا حبيبي اسمع مني وتعاون معنا بلا ما يجي "الشيخ" وساعتها ما بتعرف شو بصير فيك!".

عبر الساري عن غضبه واستيائه من هذا الأسلوب بالقول: "أوف! شو ممكن يصير يعني، رح يقتلني تحت التعذيب؟ تفضل ناديله خليه يجي". ليرد العنصر الأمني بتحذير غريب: "لك حبيبي لا تعمل مراجل، نصيحة روح رجاع لأوربا ولا تجي لهون!".

استفز هذا التعليق الساري الذي أكد أن "هذه البلد بلدي ومو أنت اللي بتقرر إذا بدي ضل أو أروح". تطورت التهديدات إلى محاولة تخويف مادي، حيث قال أحد العناصر: "لا تعمل حالك أبو زيد الهلالي هون أنا معي أوامر إني كسرلك الكاميرا". ليرد الساري بتحدي: "تفضل هي الكاميرا اكسرها".

خلال الواقعة، أصر المسؤول الأمني على أخذ معلومات الساري الكاملة ومحاولة تصوير بطاقته الصحفية، وهو ما قوبل بالرفض. وقد أعرب الساري عن استيائه من الأسلوب الذي وصفه بأنه "ليس أسلوب عناصر أمن"، مؤكداً نيته بتقديم شكوى رسمية ضدهم.

رفض العناصر الأمنيون الكشف عن أسمائهم، واكتفوا بالإشارة إلى أنفسهم بـ "الأمير" و"الشيخ"، مما يثير تساؤلات حول شفافية عمل هذه الجهات ومسؤوليتها.

اختتم الساري حديثه بالقول: "هل يعقل أن أهان في بلدي وأتهم بأنني عميل للموساد الإسرائيلي؟ هل يعقل أن يوضع أناس جهلاء في أماكن حساسة فيها تماس مباشر مع المدنيين؟ هل فعلاً تم تدريب العناصر على أن 'جميع الناس مجرمين حتى يثبتون العكس'؟ هل يعقل أن يُقال لي: 'نصيحة خليك بأوربا تبعك ولا تجي عالبلد'!".

على الرغم من التجارب المشابهة السابقة التي تجاوزها، أكد الساري أن التعدي الذي تعرض له اليوم والإهانات والتهم المخجلة دفعته للتحرك وتقديم شكوى قانونية، بالرغم من رفض العناصر التعريف بأنفسهم.

تعليق وزارة الإعلام: من جهته، علّق وزير الإعلام، حمزة مصطفى، على الحادثة طالباً من الصحفي أمجد الساري زيارة الوزارة وتقديم شكوى رسمية لمتابعتها، مؤكداً على أهمية ضمان حقوق الصحفيين وكرامتهم.

زمان الوصل

مشاركة المقال: