الجمعة, 20 يونيو 2025 07:29 PM

تفاصيل عملية "الأسد الصاعد": لماذا قصفت إسرائيل مواقع نووية وعسكرية في إيران؟

تفاصيل عملية "الأسد الصاعد": لماذا قصفت إسرائيل مواقع نووية وعسكرية في إيران؟

أخبار سوريا والعالم/ في تطور مفاجئ، هزت سلسلة انفجارات مواقع في إيران، حيث دوت صفارات الإنذار في طهران، وسُمعت أصداء الانفجارات في نطنز وأصفهان. جاء ذلك بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي أعلن في خطاب متلفز: "لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".

في عملية أُطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على مواقع عسكرية ونووية في إيران، مما أسفر عن سقوط قادة في الجيش والحرس الثوري، واغتيال علماء في برنامج طهران النووي.

إيران ردت على الهجمات بوصفها "متهورة وغير قانونية" في رسالة إلى مجلس الأمن، مؤكدة سلمية برنامجها النووي وأن منشآتها تعمل تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقًا لتصريح وزير الخارجية عباس عرقجي.

كما ردت إيران عسكريًا بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية على المدن الإسرائيلية في عملية أُطلق عليها اسم "الوعد الصادق".

إسرائيل بررت عمليتها بمعلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران طورت "خطة سرية" لتجميع الأجزاء المطلوبة لبناء سلاح نووي في "منشآت تخصيب محصنة" و "لا مركزية تحت الأرض"، وأن لديها كمية كافية من مواد الانشطار لصنع 15 قنبلة نووية خلال أيام.

نتنياهو صرح بأن إيران كانت على بعد أشهر قليلة من صناعة سلاح نووي، وتقوم "بتسليح" اليورانيوم المخصب الذي بحوزتها، بكميات تكفي لصناعة 9 قنابل نووية.

مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي غابارد، كانت قد أكدت في مارس الماضي أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب "بلغ مستويات غير مسبوقة لدولة لا تمتلك سلاحاً نووياً"، لكنها نفت وجود برنامج لتطوير سلاح نووي.

قبل الهجوم الإسرائيلي، أعلن مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية أن إيران تخرق التزاماتها في ملف الانتشار النووي، وردت طهران بتشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم والتهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار.

تقرير للوكالة الدولية كشف أن طهران رفعت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، وهي نسبة لا تصل إلى مستوى التخصيب المستخدم في تصنيع الأسلحة، ولكنها تكفي لصناعة 10 قنابل نووية إذا ما تم رفع نسبة التخصيب إلى 90 في المئة.

جون جلبيرت، الخبير في مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي، أوضح أن إيران كانت ملزمة بموجب الاتفاق النووي بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67 بالمئة، ولكنها بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 60 بالمئة بعد عام 2018.

الوكالة الذرية اتهمت إيران بعدم التعاون وتنظيف مواقع مشبوهة وإعاقة أنشطة التحقيق في ثلاثة مواقع نووية على الأقل، وهو ما ترفضه إيران.

مكتب بنيامين نتنياهو طالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف إيران، بينما يرى جون جلبيرت أن التطورات المتتابعة قد تكون عوامل دفعت إسرائيل إلى الهجوم، لكنه لا يعتقد بالضرورة أن إيران باتت قريبة من بناء سلاح نووي.

بالنسبة لإسرائيل، يكمن الخطر في اقتراب إيران من امتلاك قنبلة نووية، وهو ما أكده إيفي ديفرين، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.

الضربات الإسرائيلية جاءت قبل أيام من جولة مفاوضات بين واشنطن وطهران، ويرى محللون أن إسرائيل كانت تنتظر نتائج المحادثات، لكنها تحركت عندما رأت أنها "عديمة الجدوى".

الغارات الإسرائيلية استهدفت المنشآت النووية الرئيسية في إيران، مثل نطنز ومفاعل آراك ومواقع عسكرية في طهران وخرم آباد، واغتالت علماء نوويين بينهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي.

إسرائيل أعلنت أنها ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية النووية، بينما نفت طهران ذلك، مؤكدة أن الأضرار سطحية والمنشآت الحيوية محمية تحت الأرض.

تتوعد إسرائيل بمزيد من الهجمات، ويقول نتنياهو إن العملية ستتواصل حتى إزالة التهديد الإيراني، بينما ترد إيران بأنها ستدافع عن نفسها.

توم غروس، الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، يرى أن حتى الضربة الجزئية يمكن أن تعيد برنامج إيران النووي لسنوات أو تجبر النظام على التخلي عن خططه.

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك يشكك في قدرة إسرائيل على تعطيل البرنامج بمفردها، ويرى أن الحل الوحيد هو إرغام إيران على توقيع اتفاق نووي جديد أو الدخول في حرب شاملة.

مشاركة المقال: