الأحد, 22 يونيو 2025 10:23 AM

تقديرًا لنضالها ضد العنف الأسري: بريطانيا تمنح الناشطة السورية نور نوريس وسام الإمبراطورية

تقديرًا لنضالها ضد العنف الأسري: بريطانيا تمنح الناشطة السورية نور نوريس وسام الإمبراطورية

منحت المملكة المتحدة الناشطة السورية "نور نوريس" وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة CBE، وذلك تثمينًا لجهودها الكبيرة في دعم ضحايا العنف المنزلي والناجين منه، وكذلك لدورها في حملة إقرار "قانون رنيم"، وهو القانون الذي يحمل اسم شقيقتها المغدورة رنيم عودة، والتي قُتلت مع خالتها "خولة سليم" على يد زوج الأولى في عام 2018.

وقد جاء تكريم نور نوريس ضمن قائمة أوسمة عيد ميلاد الملك البريطاني، والتي تُمنح تقديرًا للأفراد الذين قدموا خدمات استثنائية لمجتمعاتهم، سواء كانوا من الشخصيات المعروفة أو من عامة الناس.

وفي منشور لها على صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك"، كتبت نور نوريس: "هذا الوسام ليس لي وحدي، بل هو لرنيم وخولة، ولكل الضحايا الذين انكسر صوتهم قبل أن يُسمَع... أنا مجرد أداة حاولت بكل قلبي وقدرتي أن أساهم في بناء أمان حقيقي في هذا العالم."

وأضافت بتأثر: "قانون رنيم هو وعد بأن أرواحهم لم تذهب عبثًا، وأن الألم لا بد أن يتحول إلى تغيير. سأبقى صوتهم، من أجل كل من يعاني ويستحق أن يعيش بأمان بعدهم".

من ضحايا إلى مدافعين، تحولت نور نوريس منذ تلك الفاجعة التي ألمت بها إلى مناصرة قوية لقضايا العنف الأسري في بريطانيا، مستغلة معاناتها الشخصية كقوة دافعة للتغيير المجتمعي.

وتقيم نور نوريس حاليًا في مدينة سوليهل بمنطقة ويست ميدلاندز، حيث أصبحت صوتًا للناجين ووجهًا لحملة وطنية تسعى إلى إصلاح القوانين وتحقيق العدالة للضحايا.

وفي حديثها عن التكريم، وصفت نور نوريس الوسام بأنه "تكريم لكل من وقف بجانبي في أصعب الأوقات"، مؤكدة أن هذا الاعتراف يحمل مسؤولية كبيرة، وتعهدت باستخدام موقعها ومنصتها لمواصلة رفع الصوت ضد العنف الأسري، حتى يأتي اليوم الذي لا يُضطر فيه أحد لمواجهة مثل هذه المعاناة.

في 27 أغسطس 2018، قام "جانباز تارين"، الشريك السابق لرنيم عودة، بمهاجمة رنيم ووالدتها خولة سليم خارج منزلهما في سوليهل، وقام بطعنهما حتى الموت. وقد وقعت الجريمة بينما كانت رنيم عودة تتحدث على الهاتف مع الشرطة، بعد أن حاولت مرارًا طلب الحماية، حيث سُجلت 10 بلاغات سابقة ضده في حوادث عنف منزلي.

وحُكم على الجاني بالسجن المؤبد مع حد أدنى 32 عامًا في ديسمبر من العام نفسه.

وقد تسببت القضية في موجة غضب عارمة، مما دفع نور نوريس لاحقًا لقيادة حملة لإقرار "قانون رنيم"، الذي يهدف إلى تحسين استجابة الشرطة لحالات العنف الأسري وتوفير حماية أكبر للضحايا.

وفي فبراير الماضي، أعلنت الحكومة البريطانية عن تخصيص 2.2 مليون جنيه إسترليني لتمويل المرحلة الأولى من هذا القانون خلال السنة المالية القادمة، مما يعكس مدى تأثير الحملة التي قادتها نور نوريس.

إن تكريم نور نوريس لا يُعد إنجازًا فرديًا فحسب، بل هو انتصار رمزي لجميع من كتموا صرخاتهم تحت وطأة العنف، ودليل على أن الألم حين يُروى بشجاعة يمكن أن يصبح سببًا في إنقاذ آخرين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: