الأحد, 22 يونيو 2025 05:53 PM

فاطمة شيخ الشباب تجسد وجع السوريين في معرض "أنين" بدمشق

فاطمة شيخ الشباب تجسد وجع السوريين في معرض "أنين" بدمشق

دمشق-سانا: حولت الفنانة التشكيلية فاطمة شيخ الشباب، في معرضها الفردي الأول، معاناة السوريين خلال سنوات الثورة والحصار إلى لوحات تجريدية مؤثرة. المعرض الذي يحمل عنوان "أنين"، ويستضيفه غاليري مصطفى علي في دمشق القديمة، يضم 21 لوحة تعتمد على أسلوب تعبيري يلامس التجريد، باستخدام خامات متنوعة كالأكريليك والفحم والباستيل.

من أبرز اللوحات، لوحة تجسد الطفل السوري آلان، الذي غرق أثناء الهجرة، كرمز لطفولة فقدت حياتها مبكراً. رسمت فاطمة آلان كروح حزينة ترافقها لعبته، تعبيراً عن الخذلان الذي شعر به الكثيرون أثناء محاولتهم الهروب من الحصار والجوع.

وقالت فاطمة، خريجة قسم العمارة الداخلية من كلية الفنون الجميلة، في تصريح لـ سانا: "أنين" هو خلاصة مشاعر وتجارب عشتها وسمعتها خلال سنوات صعبة مرّت على بلدنا. حاولت من خلال المعرض أن أنقل الحالة النفسية التي رافقت السوريين في تلك المرحلة، بعيداً عن مشهد الحرب، وبالتركيز على الإنسان ومعاناته اليومية.

أشارت الفنانة إلى أن أحد دوافع المعرض كانت تجربة شخصية مؤثرة، حيث تهديه إلى قريبتها مجدولين فارس القاضي التي كانت معتقلة لسنوات، وقالت: "المعرض في جزء منه وفاء لذاكرة أشخاص أحببناهم وتألموا، من بينهم ابنة عمتي، التي توفيت والدتها حزناً عليها. هذا الألم المشترك الذي عشناه هو ما حرّك ريشتي.

وأضافت فاطمة: اهتممت برسم وجوه بلا ملامح، لأنها تعبّر عن الألم الداخلي أكثر مما تعبّر عنه التفاصيل الظاهرة. ركزت على معاناة النساء، وعلى شعور المعتقلات، والمواطنين الذين عاشوا لحظات صعبة بحثًا عن أبسط مقومات الحياة، مثل تأمين أسطوانة الغاز، أو شراء الدواء، أو حتى الأمان.

ترى فاطمة أن إقامة مثل هذه المعارض في المرحلة الحالية أمر مهم، وخاصة أنها تسلط الضوء على جوانب إنسانية عميقة عايشها السوريون خلال فترات الحصار والضيق، وتقول: هذا التوثيق البصري لا يهدف إلى تسجيل الأحداث، بل إلى التعبير عن المشاعر التي مررنا بها جميعاً، وهي نوع من التوثيق الوجداني لتاريخ سوريا.

نوهت بالدعم الذي تلقته من اتحاد الفنانين التشكيليين ووزارة الثقافة، قائلةً: لمست منهما الترحيب والاهتمام الواضح، وهذه خطوة مشجعة لأي فنان شاب يريد أن يعرض تجربته ويشارك الناس إحساسه.

مشاركة المقال: