الأحد, 22 يونيو 2025 03:56 PM

تفاصيل حصرية: وول ستريت جورنال تكشف الساعات الحاسمة قبل الضربة الأميركية المزعومة على منشآت إيران النووية

تفاصيل حصرية: وول ستريت جورنال تكشف الساعات الحاسمة قبل الضربة الأميركية المزعومة على منشآت إيران النووية

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير حصري تفاصيل الساعات الأخيرة التي سبقت ما تردد عن قصف أميركي لمنشآت نووية إيرانية، مشيرة إلى أن الرئيس دونالد ترامب كان يمهل طهران أسبوعين للاستجابة للمطالب الأميركية قبل إصدار الأمر بالهجوم.

ووفقًا للصحيفة، أعطى ترامب بعد ظهر أحد أيام السبت، في ناديه الخاص في نيوجيرسي، الضوء الأخضر النهائي لشن هجوم خلال ساعات قليلة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن "الهدف كان خلق وضع لم يكن الجميع يتوقعه".

الأمر الذي وجهه ترامب للجيش بالمضي قدماً أدى إلى إطلاق عملية عسكرية كانت محور تخطيط سري للغاية. وفي غضون ساعات، اخترقت قاذفات أميركية من طراز B-2 المجال الجوي الإيراني وألقت ست قنابل محصنة على منشأة فوردو النووية الإيرانية تحت الأرض. كما أطلقت غواصات هجومية أميركية صواريخ توماهوك كروز على مواقع في أصفهان ونطنز.

وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض مساء السبت، وصف ترامب الهجمات بأنها "نجاح عسكري مذهل" أدى إلى "تدمير المواقع النووية الإيرانية بالكامل".

ومع ذلك، تبقى أسئلة رئيسية مجهولة، بما في ذلك ما إذا كان البرنامج النووي الإيراني قد دُمّر بالكامل، وما إذا كانت إيران سترد بهجماتها الخاصة على الولايات المتحدة أو حلفائها، أو ربما ستحاول وقف صادرات النفط عبر مضيق هرمز.

تعهدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية يوم السبت بعدم التخلي عن جهودها، وقالت في بيان لها: "لن تسمح المنظمة بوقف تقدم هذه الصناعة الوطنية – المبنية على دماء الشهداء النوويين".

مُنح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف تفويضاً للتحدث مع الإيرانيين، في الوقت الذي سعى فيه ترامب إلى إبقاء احتمال التوصل إلى نوع من التفاهم الدبلوماسي الذي قد يُهدئ المنطقة قائماً، وهو احتمال ضئيل.

وصرح مسؤول أميركي بأن إدارة ترامب تواصلت مع إيران لتوضيح أن الهجوم كان هجوماً فردياً، وليس بداية حرب لتغيير النظام.

جاء قرار الهجوم بعد أسابيع من مداولات البيت الأبيض، واستعدادات عسكرية مكثفة، وتنسيق مباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شنّ هجوماً مفاجئاً مماثلاً على إيران قبل أسبوع.

لكن ترامب بدا متردداً بشأن المضي في العملية خلال الأسبوع الماضي. كما أبدى مستشاروه قلقهم من الانجرار إلى صراع في الشرق الأوسط، على الرغم من الإحباط من المسار الدبلوماسي الهادف إلى إجبار إيران على وقف تخصيب اليورانيوم.

في اجتماع عُقد يوم الثلاثاء في غرفة العمليات، وافق ترامب على خطط لضرب إيران، لكنه امتنع عن إصدار أمر نهائي، مما أتاح وقتاً لتقييم مدى استعداد إيران لوقف تخصيب الوقود النووي بالكامل.

أراد ترامب أيضاً إثارة حالة من عدم اليقين بشأن نواياه وجدوله الزمني. وقال البيت الأبيض يوم الخميس إن ترامب سيمنح إيران مهلة تصل إلى أسبوعين للقبول بحل دبلوماسي للأزمة. ولكن بعد ذلك يوم واحد فقط، ألمح إلى نفاد صبره.

واتخذ ترامب قرار المضي في العملية بعدما واصلت إيران رفض مطلبه بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، ومهدت إسرائيل الطريق بضربات استمرت لأكثر من أسبوع على البنية التحتية النووية والدفاعات الجوية الإيرانية.

في خطابه مساء السبت، قال ترامب إن هدفه هو المواقع النووية الرئيسية الثلاثة في إيران، فوردو ونطنز وأصفهان، لا قادة إيران.

نشر البيت الأبيض صوراً لترامب مرتدياً قبعة حمراء عليها شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات يوم السبت، حيث تلقّوا آخر المستجدات بشأن الهجوم لحظة وقوعه.

كان الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، من بين الحاضرين حول الرئيس حول الطاولة. وقال مسؤولون أميركيون وأشخاص مطلعون على المداولات إن كين كان من أبرز مهندسي خطط ضرب إيران.

وبعد العملية مباشرة، تحدث ترامب مع نتنياهو الذي كان "ممتناً للغاية"، وفقاً للمسؤول الكبير.

وتوعد ترامب بتنفيذ ضربات إضافية إذا هاجمت إيران القوات الأميركية في المنطقة، وعارضت الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام.

وهاجمت القوات الجوية الإسرائيلية سفناً حربية إيرانية ومنشآت تخزين أسلحة في ميناء بندر عباس الإيراني يوم السبت، وهو عمل عسكري يبدو أنه كان مقصوداً لإضعاف قدرة طهران على الرد في الخليج العربي.

وصرح ترامب يوم السبت أن الضربات نُسِّقت بشكل وثيق مع إسرائيل. لكن دور الولايات المتحدة تغير بشكل كبير خلال الأسابيع التالية.

في 9 حزيران/يونيو الجاري، قال نتنياهو إنه يُعِدّ ضربات وينوي المضي قدماً في هجوم. وردّ ترامب بأنه يريد أن يرى الدبلوماسية مع طهران تستمر لفترة أطول، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

بعد ثلاثة أيام، تحدث ترامب ونتنياهو مرة أخرى، ولكن هذه المرة أوضح الزعيم الإسرائيلي أنه سيشن حملة ضد إيران قريباً. ونقل عنه مسؤولون مطلعون على المكالمة، إن مهلة الستين يوماً التي حددها ترامب في البداية للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي قد انقضت، ولم يعد بإمكان إسرائيل الانتظار.

وردّ ترامب بأن الولايات المتحدة لن تعرقل، وفقاً لمسؤولين في الإدارة، لكنه أكد أن الجيش الأميركي لن يُساعد في أي عمليات هجومية.

مع بدء تساقط القنابل الإسرائيلية على إيران مساء الثاني عشر من حزيران بتوقيت واشنطن، أصدر وزير الخارجية ماركو روبيو بياناً يؤكد فيه عدم لعب الولايات المتحدة أي دور في الهجوم الإسرائيلي الأحادي الجانب. كان الدور العسكري الأميركي في البداية دفاعياً، مُركزاً على حماية إسرائيل من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.

ومع اتضاح نجاح الهجمات الإسرائيلية الافتتاحية، بدأ ترامب ينسب لنفسه الفضل في تمكين العملية بأسلحة أميركية، مُشيراً إلى أن الضربات قد تُساعد في نهاية المطاف على إجبار إيران على إبرام اتفاق.

وخلال الأيام التالية، أجرى ترامب مناقشات مُطولة مع كبار مُساعديه حول خياراته، بدءاً من استغلال الضربات الإسرائيلية لإجبار إيران على التفاوض بشأن برنامجها النووي، ووصولاً إلى تفويض هجمات أميركية على المنشآت النووية الإيرانية.

بعدما اتخذ ترامب القرار النهائي يوم السبت في نيوجيرسي، أسقطت قاذفات الشبح من طراز B-2 ست قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على فوردو. كما أطلقت غواصات أميركية أكثر من عشرين صاروخ كروز على نطنز وأصفهان، وهما موقعان آخران أجرت فيهما إيران أعمالاً نووية وخصّبت اليورانيوم.

وقال المسؤول الكبير: "لن نعرف على وجه اليقين حتى الصباح ما الذي تم تدميره، لكن اعتقادنا هو أننا تخلصنا من كل ما أردنا إزالته".

مشاركة المقال: